دبوس
مخاض النهاية
قاعدة علمية نفسية، تماماً كأيّ معادلة كيميائية ثبتت صحتها، أو نظرية فيزيائية تبدّت صدقيّتها، كلما زاد اللغط والاقتتال والمناكفة داخل أسوار البيت، فاعلم بأنّ رب البيت يعاني فشلاً في الخارج، وعلى العكس من ذلك تماماً، فكلما نجح رب البيت في الخارج، وحقق إنجازات إيجابية، كلما ساد الهدوء والسكينة والمحبة داخل نطاق أسوار البيت.
كيان العنكبوت، غيّر وزارته خمس مرات في بحر الثلاث سنوات والنصف الفائتة، حيث علا ضجيج التجاذب السياسي والمناكفات الانتخابية الى درجة السباب والشتائم وتبادل الاتهامات الشعبوية، وتعالت الدعوات التشكيكية، حتى في مدى قدرة هذا الكيان على الاستمرار، وانّ النهاية الحتمية آخذة بالاقتراب، وحتى بقرتهم المقدّسة، والتي لم تكن قابلة للمساس، ألا وهي المؤسسة العسكرية، بدأت الأصوات ترتفع تشكيكاً بقدرتها على الانتصار، وبمدى قدرة الجبهة الداخلية على الصمود والتماسك في حالة اندلاع حرب شاملة…!
تتوّج كلّ ذلك مؤخراً، وبعد إمساك اليمين المغرق في تطرفه بسدّة الحكم في هذا الكيان الفاشي، بصراع على المكشوف بين القوى الليبرالية المولعة بالديموقراطية والعلمانية، وبين القوى الأصولية الدينية، والتي تنبذ الحداثة، وتتمسك بالفكر التلمودي السلفي، تنافر وتناحر الى حدّ الحرب الأهلية كما يحذر بعض قادتهم…
في واقع الأمر فإنّ كلّ هذا الاعتمال والضجيج في داخل نطاق هذا الكيان، لا يعني في النظرة الاشتمالية الكلية، سوى كونه ردّ فعل شرطياً لا إرادي لشعور عميق بالانهزام إزاء الأعداء، ولو استاتيكياً، وخوفاً بدأ يتجذّر في نفوس قاطني هذا الكيان باقتراب النهاية.
شعور من هذا النوع كفيل بخلق حالة من المخاض والتناحر الداخلي، يشي بالضرورة، وفي منطقة اللاوعي في عقول هؤلاء المغبونين بأنّ المعركة قد حُسمت قبل ان تبدأ، وقمين بنا ان نتحسّس جيوبنا لنتأكد من جواز السفر الاحتياطي انْ كان لا يزال في حوزتنا.
سميح التايه