سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية!
} د. عدنان منصور*
إعلان الثنائي الوطني عن مرشحهم لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، يضع الأفرقاء السياسيين المعنيين جميعهم، أمام حسابات دقيقة، ومعادلة جديدة يتوجب على أصحاب العلاقة إعادة النظر في حساباتهم، وأخذها بالاعتبار، إذ لا بدّ من «رضى» الخارج الإقليمي والدولي للقبول بهذا الترشيح، طالما انّ أكثر من فريق سياسي يضع حمله في سلة الخارج ويعتمد عليه. فإذا أتى الضوء الأخضر منه، هذا يعني انّ انتخاب الرئيس العتيد أصبح في قاب قوسين أو أدنى، وأنّ التسوية قد تمّت.
أما إذا كان الخارج الإقليمي (المملكة العربية السعودية) والدولي (الولايات المتحدة) يتحفظ على اسم مرشح الثنائي الوطني، فهذا يعني أنّ الأمور قابلة للتأزم والتصعيد، وأنّ معضلة انتخاب رئيس للجمهورية تراوح مكانها، مع ما سيرافق ذلك من ضغوط على لبنان، والتلويح مجدّداً بتصعيد الإجراءات ضدّ أفراد وهيئات مدرجين على لائحة العقوبات.
قد يطرح الفريق الآخر أكثر من إسم لرئاسة الجمهورية، ولا مشكلة عنده، ولديه هامش من التحرك في اختيار أسماء بديلة، لكن الثنائي الوطني لا خيارات أمامه بعد أن التزم بمرشحه الأوحد سليمان فرنجية دون سواه.
وهذا ما يضع الفريق المعارض لسليمان فرنجية أمام خيار من اثنين: إما القبول بسليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، وإما اللجوء الى الرفض والتصعيد مدفوعاً بتحريض الخارج ودعمه. الخيار الثاني سيأخذ لبنان الى نفق طويل لا يعرف أحد مداه، وسيرغم اللبنانيين على تحمّل المزيد من الفقر، والإحباط، والمصاعب.
فأيّ لبنان ينتظرنا قبل انتخاب الرئيس وبعده؟! وهل الحلّ في أيدي اللبنانيين، أم أنه بحاجة الى أوصياء ومندوبين ساميين، يعطونهم صكّ براءة، وشهادة حسن سلوك، يضعون عليها دمغتهم الى جانب اسم المرشح، مع عبارة تقول: مع الموافقة، ولا مانع لدينا!
*وزير الخارجية والمغتربين الأسبق