أخيرة

آخر الكلام

جولييت المير سعاده
في يوم المرأة العالمي

الياس عشّي

في يوم المرأة العالمي تتعدّد المشاهد، وتعقد الندوات، ويصبح الكلام على المرأة مسؤوليةً ثقافية، إلى جانب مسؤوليتها كزوجة، وأمّ، ومربيّة، ومناضلة في مكانين: بيتِها الصغير، ووطنِها الكبير.
وربّ متسائل: كم هنّ النساء اللواتي ينطبق عليهنّ هذا الكلام؟ لا شكّ أنهنّ نادرات، ولكنهنّ موجودات، وفي أعلى درجات الحضور والتألق.
وفي السياق… تنتصب أمامي السيدة جولييت المير سعاده التي تستحق أن تكون نموذجاً للمرأة في يومها العالمي. ومن يعود إلى كتابها «مذكرات الأمينة الأولى جولييت المير سعاده» يدرك تماماً حقيقة ما أقول.
لنرَ معاً المرحلة الأولى من تعارفها على أنطون سعاده الزوج الذي عاشت معه في بيت وصفته بأنه «بيت صغير كان فيه قلبان يخفقان معاً، كان فيه حبّ يتدفق على الأمة». منذ أن بدأت مشوارها مع سعاده أدركت أنّ لزوجها رسالة وطنية سامية، وأنّ هذا البيت سيكون نموذجاً لوطن يحلم به، وستكون هي شريكة في الحلم.
ويوم حدث الزلزال الكبير واستشهد سعاده ضمّت هذه الأمّ المثالية بناتِها الثلاثَ الصغيراتِ تحت جناحيها، وحمتهنّ، ورافقتهنّ في أسوأ الظروف، واستطاعت أن تتوئم بين دموعها التي لم تتوقف واحتضانها لبناتها الثلاث المفجوعات بغياب الأب، والمفكّر، والفيلسوف، والقائد، والزعيم، في أقذر مؤامرة عرفها التاريخ المعاصر.
ثمّ… ولكي تكتمل لوحة الريادة، التفتت إلى الحزب الذي أسّس له زوجها الشهيد، واجتمعت بقياديّيه وأعضائه، إلى أن غدر بها المرض، ورحلت مطمئنة بأنّ بناتها قد تصلّب عودهنّ، وأنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي ما زال مالئ الدنيا وشاغل الناس، وأنّ سعاده كان على حقّ عندما قال: «أنا أموت، أمّا حزبي فباقٍ «.
امرأة كهذه جمعت بزهوّ، وشجاعة، وكبرياء، بين الزواج والتربية والنضال تستحق أن تكون على رأس القائمة عندما يبدأ الكلام على «يوم المرأة العالمي».

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى