محاضرة للدكتور مضر ديوب عن تكنولوجيا الفضاء وعلاقتها بالزلازل
أوضح الدكتور مضر ديوب رئيس فرع الجمعية الفلكية السورية في اللاذقية أن تكنولوجيا الفضاء تتجسّد في الأجهزة والمعدات والتقنيات والعمليات المستخدمة لاستكشاف الفضاء الخارجي، وإجراء البحوث العلميّة، وتشغيل الأقمار الصناعية لأغراض مختلفة منها الاتصالات والملاحة ومراقبة الأرض بما في ذلك علوم الصواريخ والإلكترونيات وعلوم الكومبيوتر، وغيرها من المجالات الأخرى.
وقال ديوب خلال محاضرة في دار الأسد للثقافة في اللاذقية إن الزلزال هو ظاهرة طبيعية تحدث عندما يكون هناك إطلاق مفاجئ للطاقة من القشرة الأرضية، كما يتسبب بانتشار الموجات الزلزالية عبر الأرض، حيث يمكن إطلاق هذه الطاقة من خلال حركات الصفائح التكتونية، مشيراً إلى أن هناك حوالي 500 ألف زلزال يمكن اكتشافه في العالم كل عام، ما يعني أن هناك أكثر من 1300 زلزال يومياً بقوة 0 إلى 4 درجات أو أكثر، وعدة زلازل كل شهر بقوة 0 إلى 6 أو أكثر، مضيفاً: إن هناك أكثر من مقياس للزلازل مقياس ريختر ومقياس العزم ومقياس ميركالي المعدل ومقياس وكالة الأرصاد الجوية اليابانية ومقياس التقييم الفوري للزلازل العالمية من أجل الاستجابة السريعة.
ولفت إلى وجود مناطق نشطة زلزالياً معروفة في العالم يتم رصدها بشكل متكرر عن طريق الأقمار الصناعية التي تحمل أجهزة الاستشعار عن بعد من خلال مسح المنطقة قبل الزلزال وأثناء حدوثه وبعده، موضحاً أن حركة اصطفاف الكواكب على كوكب الأرض ظاهرة طبيعية تحدث باستمرار ولا تؤثر سلباً على كوكبنا، منوّهاً في الوقت نفسه بأن الهزات الارتدادية التي نشهدها حالياً هي إيجابية لأنها تفرغ الطاقة بين الصفائح التكتونية.
كما أشار في محاضرته إلى أن المعلومات التي تجمع من خلال صور الأقمار الصناعية المزودة بكاميرات عالية الدقة يمكن استخدامها لتحسين أنظمة الإنذار المبكر للزلزال من خلال توفير بيانات أكثر دقة في الوقت المناسب عن حجم الزلزال وموقعه وشدته، وبعد ذلك استخدام معلومات الإنذار المبكر لبدء إجراءات تلقائية مثل إغلاق أنظمة النقل أو فتح ملاجئ الطوارئ.
وبين أن نظام التنبيه للزلازل هو نظام يكتشف النشاط الزلزالي، وينبّه الأشخاص في المناطق التي يحتمل أن تتأثر في الوقت الفعلي كما يستخدم هذا النظام أنواعاً مختلفة من أجهزة الاستشعار لاكتشاف الموجات الزلزالية وتحليلها بسرعة لتحديد موقع الزلزال وحجمه وخصائصه.
وأكد أن تأثير الزلازل على البيئة كبير وطويل الأمد وأنه يؤثر على المجتمعات البشرية والعالم الطبيعي، كما أن مستقبل تكنولوجيا الفضاء وتطبيقاتها في دراسة الزلازل واعد، ومن المرجح أن نشهد تطورات وتحسينات في هذا المجال في السنوات المقبلة.