أين العالم من وحشية الصهاينة؟
} عمر عبد القادر غندور*
خروج مطار حلب المدني فجر الثلاثاء الفائت عن الخدمة بعد قصفه من قبل العدو «الإسرائيلي»، وهو رابع اعتداء على الأراضي السورية في العام الحالي، وفي محاولة لمنع طائرات الإغاثة التي تصل جواً من الجوار والدول الصديقة للمساهمة في الإغاثة الإنسانية للمتضرّرين بفعل الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسورية وفاقت حصيلته أكثر من خمسين ألف ضحية.
لن نناقش البعد العسكري لهذا العدوان الصهيوني المتكرّر على سورية، بل نتناوله من جوانبه الإنسانية والحقوقية وخرقه للقوانين الدولية وإلحاق المزيد من الأسى على الشعب المنكوب بضحاياه ومأواه، وكأننا في قارة متوحشة يأكل فيها القوي الضعيف، وبالتالي أين منظمة الأمم المتحدة التي تدّعي رعاية الدول والتنديد بمن يعتدي عليها؟ ويُعرف القانون الدولي ذات السيادة بأنه كيان يأوي سكاناً دائمين ولها حدود جغرافية معروفة وحكومة واحدة وقدرة على الدخول في علاقات مع غيرها من الدول ذات السيادة، ومن المفهوم انّ الدولة ذات السيادة لا تخضع ولا تعتدي على غيرها من الدول والقوى!
ولأنّ مثل هذا القانون هو شعار في فضاء واسع تقوم الدولة اللاشرعية في فلسطين بدور الحاكم والجلاد، ومن حولها شعوب محكوم على أمرها بالتخلف واللامبالاة وسُلط عليهم الشياطين، ولو يؤاخذهم الله عن انصرافهم وسباتهم ونوم أهل القبور ما ترك على أرضهم من دابة! وحسبهم قول الله تعالى «الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا»…
وقد أرادت دولة الصهاينة ان تضرب مطار حلب المدني لصرف الأنظار عما يدور في كيان العدو من انقسام ربما هو الأول من نوعه، بسبب طيش حكومة المتطرفين التي تحاول القضاء على بقية الفلسطينيين المرابطين في بلادهم، غير آبهة بالنتائج ولا بالعالم الذي يتفرّج على قرصنتها وجرائمها وعدوانيتها.
وحسبنا قول الله «قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ »
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي