ثلاثَ عشْرةَ قاعدةً لتكون معلّماً مثاليّاً
يكتبها الياس عشّي
بعد خمسة وأربعين عاماً في حقل التعليم… من هو «بنظري» المعلّم المثالي والناجح؟
وتجاوزاً لما نقرأ من نظريات، أو ما سمعناه من تنظيرات، فثمّةَ ثلاث عشرة قاعدة تبقى المؤشّر الحقيقي لنجاح وتألق المعلّم، أقدمها هدية للمعلمين في عيدهم.
1 ـ في أثناء الشرح تلاعبْ بطبقات صوتك، وليكن مرتفعاً، فإنّ أسوأ ما في الشرح صوتٌ خفيضُ، أو صوتٌ على وتيرة واحدة، أو محاضرة تلقيها وأنت جالس. ولا تنسَ أنّ تبني لتلاميذك محطاتٍ يرتاحون فيها بين دقائق وأخرى.
2 ـ إذا وجّهتَ ملاحظة لتلميذ خرج على النظام، فإيّاك الصُّراخَ، أو الضربَ على الطاولة، أو إخراجَ التلميذ من الصفّ، أو معاقبته عقاباً يصعُب تنفيذه؛ فالتلميذ يمكن أن يتفهّمَ موقفَك منه بنظرة، أو إشارة، أو ملاحظة هادئة. الانفعال يفقدك القدرة على التكيّف مع أجواء الصفّ، ويفسح في المجال كي يسجّلَ التلميذ عليك نقطة انتصار.
3 ـ ابتعد عن الكلْماتِ الجارحة التي قد تدفع التلميذ للتصرف بشكل عصبي وشائن.
4 ـ ليكن اهتمامك بالتلاميذ الضعاف، أو المهملين، أو الكسالى، يوازي، إذا لم يكن أكثر، اهتمامَك بالمتفوّقين. وجّه أسئلتك لهم، وادفعهم إلى المشاركة، واثنِ عليهم إذا عرفوا الجواب أو اقتربوا منه. إنّ التلميذ يصل إلى مرحلة اليأس فالفشل لو شعر أنّ معلمه يتجاوزه، أو يهمله، أو يأخذ فكرة سكونيّة عنه، وأنه ليس على استعداد لتغييرها.
5 ـ لا تسرّبوا ما يجري في أثناء حصتكم إلى خارج الصف، وخاصة إلى المعلمين الذين يشاركونكم الصفَّ ذاتَه، أو أنهم سيدرّسونه في عام مقبل. إنّ ذلك يشكّل موقفاً مسبقاً عند بعض المعلمين.
6 ـ لتكن الأسئلة في الامتحانات واضحة، وبعيدة عن روح التحدّي، وتوازي حجم المعلوماتية عند التلاميذ.
7 ـ «تجاوزوا» ضمائركم أحياناً وأنتم تصحّحون، فإنّ تلميذاً ما في مادة ما، يمكن أن يُصاب بالإحباط إذا وجد أنّ علاماته تسوء باستمرار، أو أنها لا تتغيّر أبداً. مجرد بضع علامات زائدة لتلميذ يعمل باجتهاد تحفّزه لتحسين وضعه المدرسي،
وأحياناً، من يدري، قد تكون حافزاً لتفوّقه.
8 ـ مهما كان حجم المشكلة بين المعلّم والتلميذ، فلا ينبغي أن يشعر التلميذ بأنّ معلّمه حاقدٌ عليه، أو أنه يريد الانتقام منه؛ فالمعلّم، في النهاية، هو رسول محبّة من الطراز الأول.
9 ـ إيّاكم والتشهير بتلميذ إذا حاول أن يغشّ في الامتحان، بل يحسن توجيهه ليبتعد عن هذه العادة السيّئة. وإياكم أن تستدرجوه إلى الغشّ، فإن شعرتم أنه يحاول الغشّ فنبّهوه، وأبعدوا عنه هذه الكأس.
10 ـ لا تميّزوا بين تلميذ وآخر، فالجميع متساوون أمام المعلّم… لتكن ملاحظاتكم وعقابكم للكلّ متوازناً. إنّ أسوأ الأمور ألّا يكون المعلّم عادلاً.
11 ـ تحصّنوا بمعلومات عامة. إنّ أيّ معلّم، لأيّة مادة، يجب أن يكون مشبعاً بمعلومات في التربية والثقافة، لأنه يساعد في إقامة جسور يعبر عليها المعلمون والتلاميذ معاً ليصلوا إلى الحقيقة.
12 ـ لا تتحوّلوا إلى محاضرين، فالمحاضرة، مهما كان موضوعها هامّاً وضروريّاً، تسبّب الضجر. الحلّ الأمثل يكون في المشاركة، وبكلّ الوسائل، بين المعلّم والتلميذ، أو بين التلاميذ أنفسِهم.
13 ـ اتركوا للتلاميذ حريّةَ أن يكتشفوا قدراتِهم، ولا تحوّلوا الدروس إلى برشانة يبتلعونها، إنّ ذلك يحوّلهم من أداة فاعلة إلى أداة منفعلة، وينتهي دورهم الإبداعي.
هذه هي قواعدي الثلاثة عشرة، وعسى أن تكون تجربتي بخير، ليكون كلّ من علمتهم، أيضاً، بخير…