هل بدأ التقارب الفعلي بين دمشق وأنقرة… وماذا عن دور طهران؟
} رنا جهاد العفيف
كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو بعد محادثات جرت في أنقرة مع نظيره وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن اجتماع رباعي روسي إيراني تركي سوري في موسكو الأسبوع المقبل، فما تفاصيل أو عنوان التمهيد للقاء الرباعي المرتقب الذي تشارك فيه إيران أيضاً؟
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع عبداللهيان أوضح أوغلو أنّ العمل جار لعقد اجتماع رباعي بين وزراء خارجية تركيا وإيران وسورية وروسيا الأسبوع المقبل في موسكو، كما كشف عبد اللهيان عن زيارة قريبة لنظيره التركي إلى إيران خلال الأيام المقبلة، وأنّ الرئيسين الإيراني والتركي سيتبادلان الزيارات قريباً، لافتاً بذلك إلى تعاون تركي إيراني…
طبعاً… إعلان وزير خارجية تركيا وإلى جانبه وزير خارجية إيران عن مسار عودة العلاقة بين أنقرة ودمشق، وأيضاً انتقال الوزير عبداللهيان من أنقرة إلى دمشق، لا شكّ أنّ هذا الأمر هو عنوان كبير في الشكل الدبلوماسي خاصة على مستوى الاجتماع المرتقب بصيغة رباعية مختلفة وعلى رأسها إيران، أيّ أنّ طهران قد تقود الطاولة الرباعية الأسبوع المقبل لأنّ الوساطة الإيرانية التي دخلت على خط أنقرة ستعود بالإيجابية المرتبطة أيضاً بالحراك الروسي الذي سيفتح الطريق أمام الكثير من العواصم العربية المنفتحة على دمشق، ورأينا قبل فترة كانت طاولة ثلاثية واليوم أصبحت رباعية وقد تنضمّ إليها أطراف أخرى يكثر فيها النقاش عن الملف السوري حصراً، وهذا طبعاً كان واضحاً بكلام وزير الخارجية التركي أوغلو عندما تحدث بأنّ تركيا ترحب بأيّ طرف يريد أن يكون شريكاً في هذه الطاولة، بمعنى أدقّ سياسياً قد يلتحق بهذة الطاولة الرباعية حراك عربي واسع باتجاه دمشق بالتزامن مع استمرارية المساعدات الإنسانية بعد الزلزال المدمّر الذي مضى عليه قرابة الشهر…
إذن… نحن أمام مرحلة جديدة مقبلة تتضمّن صناعة مشهد سياسي جديد في طريقة التعاطي مع دمشق ربما تبحث عن مخرج لمحاور النقاط الرئيسية في مسار حلّ الأزمة السورية، ورأينا حرارة الترحيب بطهران للانضمام إلى هذا الملتقى وفقاً لرؤية موسكو التي تبذل جهوداً كبيرة بخطوات سياسية ودبلوماسية في ظلّ التوتر مع استمرار للولايات المتحدة الأميركية خرق القوانين الدولية في سورية، ورأت أنّ العمل على ضرورة فتح مسار تطبيع العلاقة بين أنقرة ودمشق أمر هام للغاية، وانطلاقاً من هذا يمكن الأخذ بعين الاعتبار أنّ حرب اللاعبين الأساسيين في المنطقة قد بدأ، مع انتقاص الوجود الأميركي الذي يعمل اليوم منفرداً بعزلة كاملة ربما إنْ صحّ التعبير، لماذا هذة العزلة؟ لأنّ كلّ الدول العربية اليوم تريد مصالحة الدولة السورية وهذة المصالحة قد تتخطى أستانة وسوتشي بما أنّ هناك إمكانية للتصالح في خضمّ حلّ الأزمة السورية ضمن أطر الحراك العربي المنفتح على دمشق، ليبقى الحوار مع كلّ من يريد الالتحاق بهذة الحقبة، وبالتالي الوساطة الإيرانية والروسية أو هذا الإجماع برعاية روسيا وإيران في ظلّ ضوء التطورات الخطيرة عسكرياً وسياسياً في سورية سيكون لها نتائج إيجابية على المستوى الإقليمي والمنطقة، ومن جهة سيتبعه ردود فعل أميركية «إسرائيلية» هنا وهناك ربما، لأسباب عدة مرتقبة بدءاً من تمهيد هذا المسار وصولاً إلى مستوى القمة الرئاسية قد يكون .
إذن… تفاصيل التقارب التركي السوري بالرغم من تباطؤ الحراك لا سيما كان على مستوى وزراء الدفاع عسكرياً في مطلع العام الماضي وعلى المستوى الأمني، اليوم الوصول إلى طاولة وزراء خارجية تمهيداً لاجتماع على مستوى وزراء الخارجية، يعني هذا أنّ كلّ النقاط التي كانت على المستوى الأمني والعسكري قد حلت وأن هذا الملتقى يتحضّر لصيغة جديدة تحاكي ما يدور في الساحات الأخرى على المستوى الإقليمي والدولي بما أنّ هناك منصات جديدة منفتحة على قبول الراغبين على الطاولة الرباعية التي تضمّ ملفات ومناقشات ومباحثات وتفاهمات تستوعب وتستوجب التأقلم، وبالتالي هذا التقارب الفعلي ليس مكتملاً بالحدّ الأدنى المطلوب لأنّ هناك حقيقة الانتخابات الرئاسية البرلمانية في تركيا بعد شهرين إضافة إلى ما سيحققه حزب العدالة والتنمية قبل الذهاب إلى الصناديق، وإلى ما هنالك في الداخل التركي المرتقب أيضاً،
بالعموم إذا كانت فكرة زيارة الأسد إلى موسكو واردة كما تحدث البعض يكون شكل ومضمون ما سنتابعه لاحقاً انتصاراً سياسياً في الشبكة الدبلوماسية لصالح دمشق…