دبوس
بئر العبد…
ثمانية وثلاثين عاماً مضت منذ أن امتدّت يد الإرهاب الآثمة الى بئر العبد في الضاحية الجنوبية استهدافاً للعلامة المقاوم السيد محمد حسين فضل الله. لم تنجح محاولة اغتيال السيد فضل الله، ولكنها نجحت في قتل ما لا يقلّ عن ثمانين من النساء والأطفال والرجال، أغلبهم كانوا يؤدّون بسلام، صلاة الجمعة، مجرد ان قرّرت الإدارة الأميركية القاتلة آنذاك بأنّ فضل الله يشكل خطراً على المصالح الأميركية، كان هذا كافياً لأن يتقاطر محترفو الإبادة والاغتيال الى غرف القتل السوداء، فيقرّرون ويخططون، ويُبذل المال الأعرابي بسخاء، ويتصدّى خبراء الأنغلوساكسون القتلة للمهمة…
الآن، بندر بن سلطان، أمير الظلام، يمارس حياته بلا كوابح أو موانع، يتنقل من يخت الى يخت الى طائرة خاصة، ويأكل الكافيار بشراهة، مع قليل من النبيذ المعتّق، وشيء من الجعة الباردة في ليالي الصيف الحارقة، وكأنّ شيئاً لم يكن. جورج دبليو بوش يمارس حياته بطريقة طبيعية، ويكتب المذكرات، ويقدّم المحاضرات التي يتقاضى على كلّ واحدة منها مبلغاً من خمسة أرقام، ويمارس هواية صيد الأسماك من فوق يخته الصغير. ترامب يتنقل بين نوادي القمار وبيوته الفارهة وطائرته الخاصة ويمارس حماقته بلا منغّصات. توني بلير، شريك بوش في قتل الشعب العراقي، والذي اعترف جهاراً نهاراً بجرائمه، ما زال يتقاضى الرواتب الخيالية مقابل خدماته واستشاراته المبهرة في كيفية قتل الشعوب وإبادة البشر…
لست أدري لماذا لا يكون هنالك عقاب لهؤلاء القتلة، ولو لدرء الخطر، ولتوجيه رسالة الى من يخطط ويفكر لمزيد من القتل والاغتيال، بأنّ هناك عقاباً لذلك، لكي لا يستمرئ في قتلنا واغتيال قادتنا، ولكي يعلم هؤلاء المجرمون بأنّ هناك عقاباً ينتظرهم، انْ هم تمادوا في غيّهم.
وانْ كانت أنظمة محور المقاومة لا تريد ان تنزلق هذا المنزلق، لماذا لا تقوم مجموعات منبثقة من جماهير المقاومة بقتل هؤلاء القتلة حتى يردع غيرهم عن القيام بمزيد من الجرائم ضدّ محورنا، لست أدري، ولكنني أترحّم كثيراً على أيامك يا وديع حداد.
سميح التايه