دبوس
ندفنك قريباً
دليل آخر على أنّ كيان الإحلال الصهيوني آخذ، ومنذ عقدين من الزمان على الأقلّ، في التخبّط العشوائي في خياراته وفي استشرافاته وتوقّعاته البلهاء، ها هو ذا يضرب أخماساً بأسداس إزاء مفاجأة بكين الدبلوماسية، حتى ولو نمى إلى علمه قليل مما جرى في مطبخ بكين السياسي بقيادة اللامع وانغ يي، إلا انّ كتلة الإنجاز كانت بمثابة ضربة القدم الدائرية الغير متوقعة على الإطلاق في قتال الكونغ فو.
في غفلة من الزمن والتاريخ، وتحت وطأة سذاجة أمتنا ودخولها في صراع لم تتحسّب له في منتصف القرن الفائت، قام هذا الكيان باستخراج كلّ أفاعيه من قبعته السحرية، وفاجأنا مفاجأة تلو الأخرى، فأمسك في مرحلة الذهول الذي اعترانا بالأرض، وأعمل فينا قتلاً وتهجيراً وتشريداً، ولكن الغفلة والبساطة وقلة التدبير، غادرتنا، وبدأ يحلّ محلها حسن التدبير والدهاء والمثابرة، وبالذات في كواليس محور المقاومة، إيران، سورية، حزب الله، وفصائل أخرى في فلسطين والعراق ويمن الخير…
الآن، سيبدأ الحصاد المرّ لهذا الكيان المارق، في حرب الـ 73 اختلّ توازنه وكاد، لولا الخيانة، ان يسقط سقوطاً مريعاً. في حرب تموز ضدّ حزب الله، لم يتوقع الكيان البائد قوة وبراعة وتصميم الحزب، ومُني بهزيمة بائنة لا ريب فيها. في كلّ المواجهات مع مقاتلي غزة، خرج العدو وهو يجرّ أذيال الهزيمة، وبصبر وبتصميم وبإرادة من فولاذ، تمكنت إيران وسورية وحزب الله من الإحاطة بالكيان، إحاطة السّوار بالمعصم، مئات آلاف الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة، ومُسيّرات بلا عدد، ومئات آلاف المقاتلين المدجّجين بمعنويات أفعل من القنابل الذرية، ينتظرون الإشارة لاجتثاث هذا الكيان من الجذور.
يرسل مراسليه الى المونديال معتقداً بغبائه المريع بأنه سينقل الخبر، وسيقوم بحملة من العلاقات العامة، التي ستجعله يبدو جزءاً لا يتجزأ من تكوين المنطقة الإنساني، فيكتشف ولشدة حماقته، بأنّ شعوب المنطقة لا تعتبره منتمياً الى الجنس البشري من أصله، حماقات وحسابات وهلوسات تؤشر الى حقيقة انّ هذا الكيان البائس وصل الى شطآن الخاتمة، وبالتأكيد قبل ان يبلغ الثمانين من عمره التعيس…
سميح التايه