برّي لنقابتيّ الصحافة والمُحرِّرين: فرنجيّة مدّ يده للجميع وصالَح كلّ الناس
أكّد رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي أنّه “إذا لم ننتقل نحو الدولة المدنيّة فلن يتعافى لبنان”، معتبراً أنّ “الحلّ السياسي يبدأ برئاسة الجمهوريّة”. مضيفاً: “إنّ رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة مدّ يده للجميع، صالّح كلّ الناس، وإذا كان سليمان فرنجيّة لا يجمع فمن هو الذي يجمع؟”.
مواقف الرئيس برّي جاءت خلال استقباله أمس في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، مجلسي نقابتيّ الصحافة والمُحرِّرين برئاسة النقيبين عوني الكعكي وجوزيف القصيفي. وأكّد في الشأنين المتّصلين بانتخاب رئيس الجمهوريّة والموضوع الحكومي، أنّ “الضرورات تُبيح المحظورات”، سائلاً “هل من المعقول أنّنا نُعاني ما نُعانيه من أزمات ويعمل البعض على تعطيل وتخريب كلّ شيء؟”.
وقال “قوّة رئاسة الجمهوريّة ليست بهذه الادّعاءات التي يتمّ الاختباء خلفها، نعم كان يجب أن ننتخب رئيساً للجمهوريّة أمس قبل اليوم وغداً قبل بعد الغدّ”.
وذكّر بما أعلنه في مهرجان الإمام السيّد موسى الصدر في صور حول انتخاب رئيس الجمهوريّة، بأنّ “المطلوب رئيس وطني يجمع ولا يُفرِّق، رئيس له حيثيّة مسيحيّة وإسلاميّة وقبل أيّ شيء حيثيّة وطنيّة، رئيس يجمع ولا يطرح، رئيس يؤمِن بعلاقات لبنان مع محيطه العربي، رئيس يؤمِن باتّفاق الطائف”. وسأل “كيف لهذه العناوين أن تتلاقى مع الأصوات الداعية إلى التقسيم والفدرلة المُغلفة بعناوين اللامركزيّة الإداريّة الماليّة الموسّعة”، لافتاً إلى أنّ “لبنان كالذرّة إذا ما جُزِّئت انفجرت ولبنان أصغر من أن يُقسّم”.
أضاف “بعد 11 جلسة انتخابيّة أخذوا علينا بالورقة البيضاء بياضها، وقالوا لماذا لا يكون هناك مرشّح؟ وبعد مضيّ خمسة أشهر على الفراغ، وأمام الانهيار المالي والاقتصادي وبعد رفض الدعوات التي وجّهتها وما زلت للحوار والتي تجاوب معها معظم الكتل باستثناء الكتلتين الأساسيتين، لم يعد مقبولاً الاستمرار بذلك ولم يكن هناك خيار إلا خيار الإقدام على ترشيح اسم يتمتّع بالصّفات التي ذكرتها بخطاب 31 آب بذكرى إخفاء الإمام الصدر في صور، وأقمت حوارات مع جهّات دوليّة وخصوصاً مع سفراء الدول الخمس وقلت لهم نشكركم على الدعم الذي ستُقدّمونه للشخص الذي نختاره».
وسأل “من هو سليمان فرنجيّة؟ ألم يكن مرشّحاً عندما تمّ التمديد للرئيس إميل لحّود؟ ألم يُرشّحه السفير ديفيد هيل؟ ألم يكن مرشّحاً حينما كان العماد ميشال عون مرشّحاً؟” وتابع “اسمحوا لي أن أتحدّث كماروني أنا لي حصّة بالموارنة أنا لبناني، الموارنة بدأوا من الشمال وتناموا وتمدّدوا من هناك إلىّ كلّ لبنان وفرنجيّة إبن هذا الشمال».
وقال “في الانتخابات السابقة ألم تلتقِ القيادات المسيحيّة والمارونيّة في بكركي ويومها تمّ التوافق على أربعة أسماء وأنّ من يُنتخَب من بين هؤلاء الأربعة يكون ممثّلاً للمسيحيين واللبنانيين؟ ألم يكن سليمان فرنجيّة أحد هؤلاء الأربعة؟ نحن ماذا نُريد من رئيس الجمهوريّة؟ أنا بحاجة إلى رئيس يتحدّث مع سورية بموضوع ترسيم الحدود وحلّ أزمة النازحين لأنّنا إذا كنّا سنعتمد على الأوروبيين والأميركيين فهم غير مكترثين، لهذا نُريد رئيساً قادراً على مقاربة الإستراتيجيّة الدفاعيّة، رئيساً يؤمِن باتّفاق الطائف، وانطلاقاً من كلّ ذلك رشّحنا الأستاذ سليمان فرنجيّة”.
أضاف “ليس العاقل فقط من يعرف الخير من الشرّ، العاقل هو الذي يعرف الخير من الشرّين».
وعن لقائه السفير السعودي، قال الرئيس برّي “التواصل كان قائماً وسوف يتواصل وقد حصل قبل هذا اللقاء لقاءات عدّة”. وأكد أنّ “الحلّ السياسي يبدأ برئاسة الجمهوريّة وسليمان فرنجيّة مدّ يده للجميع، صالح كلّ الناس، فإذا كان سليمان فرنجيّة لا يجمع فمن هو الذي يجمع؟” مشدِّداً على أنّ “لا خلاص للبنان إلاّ بالدولة المدنيّة”.
وخلُص إلى القول “تمسَّكنا بالطائف كونه مثّل إطاراً لوقف الحرب وأفسح المجال أمام لبنان واللبنانيين لسلوك مسار متطوّر يُحافظ على الطوائف ويحدّ من الطائفيّة، والمدخل إلى ذلك فقط يقوم بتطبيق المادة 22 من الدستور، إذا لم ننتقل نحو الدولة المدنيّة لبنان لن يتعافى”.
وكان الرئيس برّي استقبل السفير السعودي في لبنان وليد البخاري وجرى البحث في الأوضاع العامّة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائيّة بين البلدين. واستشهد البخاري خلال اللقاء بما يُردِّده الرئيس برّي، بالدعوة إلى “الكلمة السواء وأنّ إرادة الخير لا بُدّ منتصرة”، لافتاً إلى أنّ “المرحلة الراهنة تستوجب الاحتكام أكثر من أيّ وقت مضى إلى الكلمة الطيّبة والرهان دائماً على الإرادات الخيِّرة”.
والتقى الرئيس برّي رئيس مجموعة العمل الأميركي من أجل لبنان “تاسك فورس فور ليبانون” السفير السابق إدوارد غابرييل والوفد المرافق، بحضور السفيرة الأميركيّة في لبنان دوروثي شيا، وكان عرضٌ للأوضاع العامّة في لبنان.
وبعد اللقاء، قال غابرييل “أجرينا حديثاً بنّاءً مع الرئيس برّي وضرورة انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة على وجه السرعة، وتحدّثنا عن ضرورة إجراء الإصلاحات الضروريّة لسير عمل المؤسّسات في هذا البلد ووقف النزيف الحاصل. كذلك بحثنا في موضوع النازحين وتحدّثنا عن العمل على إعادة الكهرباء سريعاً للنّاس، ولا سيّما اعتماد الطاقة الشمسيّة في البلديّات على الأراضي اللبنانيّة كافّة. كما شدّد الرئيس بري على أهميّة إقرار القانون المتعلِّق بتطوير الطاقة الشمسيّة، وسنلمس تقدُّماً بهذا الاطار خلال الأسابيع المُقبلة”.
وأشار إلى أنّه كان تشديدٌ على الإسراع في إجراء الاستحقاق الرئاسي كذلك التشديد على موضوع النازحين “وسوف نرى بعد العودة إلى الولايات المتّحدة الحلول المُمكنة».