دردشة صباحية
من عبد الملك إلى الوزير فرنجية
يكتبها الياس عشّي
بعد مقتل مُصعبُ بنُ الزبير في حربه مع عبد الملك بن مروان، قال الخليفة الأموي لأحد المقرّبين من مصعب:
ما خذلَ مُصعبَ إلّا صَحبُه! كثيرون منهم اتصلوا بنا، وعرضوا الطاعة علينا، وكانت رسائلهم تنهال علينا كلّ يوم!
فقال الرجل:
يا أمير المؤمنين، إنّ كثيرين من صحبك قد كتبوا إلى مُصعب بمثل ذلك، ورسائلهم محفوظة عندنا.
فأمره عبد الملك أن يأتي بها.
فجاء الرجل بالرسائل، وقال: هنا ما يعلمك بكلّ خفايا رجالك يا أمير المؤمنين.
سكت عبد الملك، وأطرق هنيهة، ثم رفع رأسه، ثم أمر أحد الغلمان بإحراقها دون إن تُفتح. ثم قال:
لا خائن في جيش عبد الملك.
هذا الموقف اعتبر من أبلغ الصور في حسن العمل لرجل يريد جمع الكلمة.
هذه الحادثة أعادتني إلى ما فعله الوزير السابق سليمان فرنجية عندما تجاوز حقه الشخصي في المطالبة بمحاكمة المسؤولين عن مجزرة إهدن. رجل كهذا يمكنه أن يجمع كلّ اللبنانيين تحت عباءته.