لا كرامة للمواطن من غير وطن
} العميد طلال اللادقي*
في الوقت الذي تزدحم فيه المخالفات والتعديات والانتهاكات على كلّ صعيد في وطننا العزيز والتي تنخر الشعب من الوريد الى الوريد، وتتوالى عليه المصائب الناجمة عن الجشع والنهب وإقفال معظم إدارات الدولة والإضرابات التي باتت الخبز اليومي للشعب «العنيد»، وغياب الملاحقة القانونية للتجار الجشعين، والمزيد من انهيار قيمة الليرة اللبنانية التي لم تعد تساوي شيئاً! ولا متهم واحد يستحقّ العقاب ودخول السجن ولا حتى التوقيف الاحتياطي.
في هذا الوقت العصيب يبرز الجيش اللبناني كسلطة متبقية من وطن متداع وتعلن مديرية التوجيه في قيادة الجيش توقيف 365 شخصاً من جنسيات مختلفة لتورّطهم في جرائم وجنح متعدّدة في خلال فترة وجيزة نتيجة التدابير الأمنية التي اتخذتها وحدات الجيش في مختلف المناطق اللبنانية، ومن بينها الإتجار بالمخدرات وهي الآفة التي تقتحم المدارس والجامعات والبيوت، الى جانب أعمال السرقة وحيازة الأسلحة والممنوعات والتجوّل داخل الأراضي اللبنانية من دون إقامات شرعية وقيادة المركبات من دون أوراق قانونية، وضبط 63 سلاحاً حربياً وكميات من الذخائر المتوسطة! وقد تمّ تسليم المضبوطات الى المراجع المختصة لإجراء اللازم.
انّ ما يقوم به الجيش من مهام متنوّعة تتناول ضبط الأمن في الداخل وعلى الحدود، فهو تعبير عن حرصه على وطن غارق في ظلام أزماته ويضيء شمعة نيابة عنه وعن كلّ مواطن لا يجد كرامة إلا في وطن لا بدّ ان يعود الى الحياة.
كذلك لا نستطيع إلا التنويه بإنجازات فرع المعلومات الذي قام بالعديد من المهامّ الناجحة وآخرها كشف حقيقة اغتيال رجل الدين في عكار وتجنيب البلاد ما كان يُحضّر لها من تداعيات خطيرة…
*عميد ركن متقاعد، نائب رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي