دردشة «فيسبوكيّة»
يكتبها الياس عشّي
أكيد أنّ “الفيسبوك” اغتال كان وأخواتها، وإنّ وأخواتها، وحوّل الفاعل إلى مفعول، وحروف الجر إلى حروف رفع ونصب، وساوى بين التاء المربوطة والتاء الطويلة، واخترع أبجديةً متحدياً بها أبجدية أوغاريت، وابتلع حركات الإعراب الضمّةَ والفتحةَ والكسرةَ، وألغى قواعد الهمزة يكتبها أنّى يريد، وكيفما يريد، وضمّ إلى عائلتها حرف القاف، فتتحوّل لفظة قال إلى أالَ، وقلتُ إلى ألتُ، والقارورة صارت أرورة، وقسْ على ذلك.
حبّذا لو أنّ المشكلة تتوقف هنا، فنغلق أفواهنا مردّدين: (لا مين شاف ولا مين دري)! المشكلة الكبيرة في الغوغل!
بالأمس دخلت إلى الغوغل، إلى رحاب المتنبي بالذات، إلى الغزل عنده بالتحديد، وهالني ما قرأت…
العنوان الأول: خمسون بيتاً من الغزل للمتنبي. قرأتها وليس فيها بيت واحد للمتنبي! يا جماعة الخير… المتنبي لم يهتمّ بالغواني، والمجد الذي لهث طوال حياته وراءه، لم يكن “زقًّا وقينةً” بل هو “السيف والطعنة البكر” على حدّ قوله!
وهذا غيض من فيض… وإذا لم نتدارك الأمر فسنستورد أساتذة الأدب واللغة العربيين بعد عشرين عاماً من الاتحاد الأوروپي والصين… والماو ماو!