دردشة صباحية
شعراء اليوم
} يكتبها الياس عشي
شعراء اليوم أغنوا تجاربهم بفواصلَ من حياتِهم، وأشجانهم، وأفراحهم، وعطاءاتهم، وحبّهم.
وهم لم يلهثوا وراء الموروث، على الرغم من احترامهم له، فالموروثُ حكاية قديمة، حكاية من الماضي، جزءٌ، إذا استثنينا عصر البداوة، من أرشيف مثقل بالمداهنة، والنفاق، والاغتيالات،
شعراءُ اليومِ خرجوا من القصيدة التقليدية، مارسوا حرياتِهم بامتياز، تمرّدوا على القافية والرويّ وقواعدِ الخليل، وسعَوا إلى إيقاعات أخرى، وأرسلوا الكلام إرسالاً طليقاً من كلّ قيد.
شعراءُ اليوم، باختصار، أشبهُ بموجة هاربة من قوانين البادية وكثبانها! ولمَ لا ونحن ننتمي إلى عصر آخرَ، عصرٍ تحكمُه الفوضى، والعنصريةُ، عصرٍ صارت حدائق الورد فيه مقابرَ جَماعية، والمدارسُ معتقلاتٍ، وأسوارُ البساتين جدراناً عنصرية؛ عصرٍ سقطت فيه بعض العواصم العربية، وفلسطينُ، والإنسانُ العربي، والحاكمُ العربي، تحت سنابك هولاكو.