عندما نعيش في وطن تعيس!
} بهيج حمدان
ما أكثر الحكي في لبنان، وأقل الأفعال.
هؤلاء الحكواتية الذين يثرثرون في الإعلام، ولا يقولون شيئاً! ويدّعون ما ليس في قدرتهم، كالإصلاحات التي يطلبها البنك الدولي، أو تمكين المرأة من الوصول الى ما يُسمّى حقوقها المهدورة، أو إنصاف عمال القطاع العام، وكبح جشع أكثرية التجار وما غير ذلك من المستحيلات في زمن تحليق سعر الدولار في لبنان، او انتخاب رئيس للجمهورية، او غير ذلك من المستحيلات في الوقت الراهن…
ومع ذلك يستمرّون في أكاذيبهم وثرثراتهم ولا يحترمون عقول المواطنين، ولم يطّلعوا على ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي:
والمرء ليس بصادق في قوله
حتى يؤيد قوله بفعال
او كما قال القحطاني :
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحبا
انّ الكذوب ليسَ بِخلٍّ يُصحبُ
والأكثر إيلاماً في زمننا التعيس في لبنان أن نرى من يحاضر في العفة والسيادة، ويشرّع لا بل يستدعي التدخلات الخارجية، وهو يعلم، ونحن نعلم أنه عميل معتمد او مشروع عميل يسعى ليكون عميلاً أصيلاً، من غير العملاء المأجورين بالقطعة.
والكاذب الكذوب يستطيع أن يخدع كلّ الناس بعض الوقت أو بعض الناس في كلّ وقت، ولكنه لا يستطيع ان يخدع كلّ الناس في كلّ وقت.