صندوق النقد الدولي يحذّر: لبنان يمرّ في «لحظة خطيرة للغاية»
حذّر صندوق النقد الدولي، أمس الخميس، من أنّ لبنان يمرّ في «لحظة خطيرة للغاية» في ظلّ انهيار اقتصادي متسارع، منبّهاً من أنّ التقاعس عن تطبيق إصلاحات ملحّة من شأنه أن يدخل البلاد «في «أزمة لا نهاية لها».
وفي مؤتمر صحافي في ختام زيارة لبيروت، قال رئيس بعثة الصندوق ارنستو راميريز ريغو «نعتقد أنّ لبنان في لحظة خطيرة للغاية، عند مفترق طرق»، مضيفاً أنّ «الستاتيكو القائم والتقاعس» عن اتخاذ إجراءات مطلوبة من شأنه أن يدخل البلاد «في أزمة لا نهاية لها».
وأعلن صندوق النقد الدولي، العام الماضي، توصّله إلى اتفاق مبدئي مع لبنان على خطة مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار على أربع سنوات. لكن تطبيقها مرتبط بالتزام الحكومة تنفيذ إصلاحات مسبقة وإقرار البرلمان لمشاريع قوانين ملحة، أبرزها قانون «كابيتال كونترول» الذي يقيّد عمليات السحب وتحويل العملات الأجنبية من المصارف، إضافة الى إقرار تشريعات تتعلق بإعادة هيكلة القطاع المصرفي وتعديل قانون السرية المصرفية.
وفي ما يتعلق بتطبيق الإصلاحات المطلوبة، أشار ريغو الى أنّ «اللبنانيين أحرزوا تقدّماً، لكن للأسف التقدم بطيء جداً بالنظر إلى مدى تعقيد الوضع»، لافتاً إلى أنّ «البلد في أزمة كبيرة، والمتوقع كان أكثر من ذلك بكثير لناحية تطبيق وإقرار التشريعات» المرتبطة بالإصلاحات.
ويشهد لبنان منذ 2019 انهياراً اقتصادياً صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم، ويُعتبر الأسوأ في تاريخ لبنان.
ويتزامن ذلك مع أزمة سيولة حادة وقيود مصرفية مشدّدة، لم يعد بإمكان المودعين معها الوصول إلى مدّخراتهم العالقة.
وسجّلت الليرة منذ أيام، انهياراً تاريخياً مع تجاوز سعر الصرف عتبة 140 ألفاً مقابل الدولار، قبل أن ينخفض إلى ما دون 110 آلاف، بعد إصدار مصرف لبنان تعميماً للحدّ من انهيار الليرة التي خسرت قرابة 98 في المئة من قيمتها.