اجتماع للحكومة مطلع الأسبوع ميقاتي بين عين التينة ودار الفتوى: الأوضاع تقتضي ورشة طوارئ سريعة لإنقاذ البلد
أعلنت الأمانة العامّة لمجلس الوزراء، أنّ رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بصدد الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء في السرايا الكبيرة قبل ظهر الإثنين المقبل عند الساعة العاشرة وعلى جدول أعمالها بند وحيد يتعلق بعرض وزير المال الوضعين المالي والنقدي وانعكاساتهما على القطاعات المختلفة ولا سيما على رواتب وأجور وتعويضات العاملين والمتقاعدين في القطاع العام، إضافةً إلى عرض وزير العمل لتلك الانعكاسات على المستخدمين والعاملين الخاضعين لقانون العمل.
وعصر أمس، اجتمع ميقاتي مع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل والمدير العام للماليّة جورج معراوي وجرى البحث في التحضيرات للجلسة.
وكان ميقاتي زار رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي وعرض معه الأوضاع العامّة. وقال بعد اللقاء «تحدّثنا في الأمور العامّة خصوصاً ما ننوي التطرّق إليه خلال جلسة مجلس الوزراء المنوي عقدها مطلع الأسبوع المقبل. كما ناقشنا الأوضاع الصعبة التي يمرّ بها البلد وواقع الماليّة العامّة، والواردات والمصاريف المطلوبة وزيادة الأجور للقطاع العام والمتقاعدين وبحثنا في هذا الموضوع بإسهاب. وهذا الأمر يجب أن يكون موازياً مع إقرار القوانين الإصلاحيّة الموجودة في أدراج مجلس النوّاب في أسرع وقت».
وأعلن أنّ اجتماع هيئة مكتب مجلس النوّاب تأجّل وذلك «لمزيد من البحث وللإفساح في المجال لإحالة بعض مشاريع واقتراحات القوانين على اللجان النيابيّة لدرسها، لتكون الجلسة المُقبلة لمجلس النوّاب منتجة على صعيد إقرار القوانين»، معتبراً أنّ «الأوضاع تقتضي ورشة طوارئ سريعة لإنقاذ البلد، لا نستطيع أن تبقى على ما هي عليه الأوضاع راهناً ولا تستطيع الحكومة أن تقوم بدورها مع مجلس نيابي معطّل ومع عدم انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة».
وتابع «عقدت اجتماعاً مع صندوق النقد الدولي وبحثنا في هذه المواضيع ومشاريع القوانين الموجودة في مجلس النوّاب يجب إقرارها. لقد أرسلنا هذه المشاريع الى مجلس النوّاب، وقد لا تكون بالضرورة مثاليّة، ولكن علينا أن نتفق».
وزار ميقاتي دار الفتوى مهنّئاً مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان بحلول شهر رمضان وقال بعد اللقاء «تحدّثنا عن المواضيع العامّة وشؤون الطائفة، ويوجد بعض الأفكار للقيام بلقاء في هذه الدار لأركان الطائفة والمجلس الشرعي. كما تحدّثنا عن المواضيع التي تهمّ المواطن»، معتبراً «أنّنا كحكومة نقوم بواجبنا كاملاً».
وكان ميقاتي التقى في السرايا، بحضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، وفداً من صندوق النقد الدولي برئاسة رئيس البعثة أرنستو ريغو راميريز وجرى عرض نتيجة المشاورات التي قامت بها بعثة الصندوق في لبنان بعد جولة على المسؤولين المعنيين تمهيداً لوضعها التقرير التقييمي الذي سيصدر عنها.
واجتمع رئيس الحكومة مع وفد من الاتحاد العمّالي العام برئاسة بشارة الأسمر الذي قال بعد اللقاء «تمنّينا على الرئيس ميقاتي عقد اجتماعات متلاحقة للمسؤولين الماليين لمحاولة المعالجة، فالوضع غير مقبول ونجد أنّ هناك تطوراً في سعر صرف الدولار 40 ألفاً صعوداً ونزولاً في ظرف يومين، وهذا يدلّ على التلاعب المُفرط في سعر الصرف»، مشيراً إلى أنّ «المطالبة التي رفعناها ستُنفذ كما قال دولة الرئيس، باجتماعات متلاحقة مع وزير المال ومع حاكم مصرف لبنان».
وتابع «بحثنا أيضاً في إصدار المراسيم الأربعة التي تتعلق بالزيادات في القطاع الخاص التي اتفقنا عليها في آخر شهر من السنة الماضية، وسيُصار إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء لاقرارها، وهي بحدود 10 ملايين ليرة لبنانية. لقد أبلغنا الرئيس ميقاتي بأنّنا اتفقنا مع الهيئات الاقتصاديّة على زيادات معيّنة، وبدعوة لجنة المؤشّر إلى الاجتماع، وسيكون هناك اجتماع هنا من أجل زيادات أخرى في القطاع الخاص، والاجتماع سيكون في حضور وزير العمل ورعاية رئيس مجلس الوزراء، للبحث في زيادة على بدل النقل وزيادة غلاء معيشة ورفع الحدّ الأدنى للأجور في القطاع الخاص بما يتناسب مع الارتفاع المستمرّ في سعر صرف الدولار».
وأشار إلى أنّ «بالنسبة إلى العسكريين، سيكون هناك زيادة مرتبطة بالارتفاع المستمر لسعر صرف الدولار مع زيادة بدل النقل، ومضاعفة الحدّ الأدنى وسيكون هناك زيادة أيضا للمتقاعدين. أمّا بالنسبة إلى القطاع العام بمجمله، فسيكون هناك زيادات تحفيزيّة بشكل دفعات يوميّة إنتاجيّة وزيادات في بدل النقل تصل إلى 5 ليترات يومياً، طبعاً إلى جانب الراتبين في مقابل كلّ راتب شهري، وطلبنا ضمّ الراتبين إلى أساس الراتب».
وقال «تطرّقنا إلى واقع الطبابة والاستشفاء في قوى الأمن الداخلي. وفي هذا الإطار حصل اتصال مع المسؤولين في قوى الأمن ومن بينهم اللواء عماد عثمان وتم الاتفاق على زيادات سيُعلن عنها في حينه. أما في موضوع الجامعة اللبنانيّة، فمن المفترض أن يحصل الأساتذة على زيادات القطاع العام مع من يتولى عقد الصيانة في الجامعة اللبنانيّة، وفي هذا الإطار سيكون هناك اجتماع مفصل غداً (اليوم) لوضع الجامعة اللبنانيّة والعاملين فيها لأنّ كلّ تلكؤ بمعالجة وضع الجامعة يُعرّضها للانهيار».