أخيرة

دبوس

لبنان وبربارة ليف

الدليل القاطع على أنّ الانهيار اللبناني هو قرار صهيوأميركي له أدوات محلية تقوم بتنفيذ ما هو مطلوب منها بالحذافير، أنّ كلّ الزلازل السياسية التي حدثت مؤخراً في المنطقة، وعلى رأسها الاتفاق الإيراني ـ السعودي بغطاء صيني، لم يكن لها أيّ تأثير في تذبذب الليرة اللبنانية انْ صعوداً او هبوطاً…
في الأحوال العادية، ولو كانت الأزمة اللبنانية تتقاذفها الاعتبارات السياسية، وعلاقات الداخل بالخارج، وعلاقات الخارج بالداخل، لكانت الليرة وبمجرد الإعلان عن المسار الإيراني ـ السعودي الجديد حققت مكاسب هائلة، ولكن الملف اللبناني سلّم برمّته لكادر مساعدة وزير الخارجية الأميركي بربارة ليف، والتي تمكنت من الإحاطة به بجدار من الفولاذ، بحيث لا يُترك لتقلبات السياسة، ولتغيّر المواقف، أيّ تأثير، ليبقى ممسوكاً به تماماً من قبل امبراطورية الهيمنة، حتى يتهاوى البلد، اعتقاداً بأن هذا التهاوي سيؤدّي إلى الإضرار بالمقاومة، التي برزوا لها في الماضي عن شمالها، وعن يمينها، وبالمباشر، وباللامباشر، بالحرب الضروس، وبالتقرّب الالتفافي، وبالوسائل الخشنة، وبالوسائل الناعمة، وكانت الخيبة والفشل في انتظارهم…
التعويل في استراتيجية ليف يرتكز على أدوات الداخل، التي تقوم بالتنفيذ الحرفي للرؤية الصهيوأميركية، مما يطرح التساؤل الحتمي عن جدوى الاستمرار في فلسفة الصبر الاستراتيجي مع هذه الخلايا السرطانية المنتشرة في الجسد اللبناني، لقد بلغ السيل الزبى، وبلغت القلوب الحناجر، وباتت النفوس في حالة من اليأس ومن تبدّد الأمل، وغياب الرجاء، بحيث انّ الاحتمالات كلها تطرق الأبواب، لا أدري ما هي الحكمة في ترك هذه القوى الارتزاقية الخارجة عن كلّ ما هو في حيّز الانتماء تتعابث في مصير البلد، وتعرّضه للتشظي والزوال، فيما هي تقوم باكتناز المنافع الشخصية بدون الحدّ الأدنى من الشعور الوطني الجماعي، وبدون أيّ قدر مهما كان ضئيلاً من التعاطف مع آلام وشجون الشعب اللبناني المنكوب.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى