دبوس
العيديد
لقد تخطّت أميركا البارحة خطّاً أحمر، وشاركتها في هذا التخطّي دول في المنطقة، كان حريّاً بها، ولمصلحتها، ألا تتورّط حتى لا تغامر باندثارها، لأنها هي أيضاً، أوهن من بيت العنكبوت…
أميركا لا يعنيها من قريب أو بعيد، ما هي التبعات التي قد تترتب على غيرها من حلفائها في معرض قيامها بتنفيذ استراتيجيتها الشيطانية في العالم، ولنا في الحرب الأوكرانية مثل ساطع على ذلك، فحينما ترتب على اندلاع الحرب الأوكرانية انقطاع النفط والغاز الروسي عن أوروبا، قامت أميركا ببيعهم الغاز والمحروقات بخمسة أضعاف سعره من روسيا، مما أدّى الى أزمات اقتصادية ماحقة، وضعت وجودهم الحياتي، والذي كان الأرقى والأكثر رفاهية في العالم، في مهبّ الريح، وأصبحت كلّ الشعوب الأوروبية في طريقها الى الانضمام الى منظومة دول العالم الثالث، ولمّا ينتهي الأمر بعد، فكلّ المؤشرات تقول، بأنّ أوروبا، ربما نجحت جزئياً، من خلال تخزين كميات كبيرة من الاحتياطات فتجاوزت البرد القارس هذا الشتاء، وتكبّدت أثماناً باهظة باستيراده من أميركا، ولكنها ستواجه صقيعاً مميتاً في الشتاء المقبل إنْ استمرّت الحرب، لأنّ الاحتياطات ستكون قد نضبت، ولن يجدي معه ساعتئذٍ شراء الغاز الأميركي بعشرة أضعاف السعر الروسي، لسبب بسيط، فهو لا يكفي لسدّ النقص الناتج عن وقف النفط والغاز الروسي…
خلاصة القول، أميركا لن يهمّها ان ترتب على انطلاق طائراتها من قاعدة العيديد في قطر نهاية هذا الكيان، هذا الشيء يقبع في ذيل سلّم اهتماماتها، لذلك فإنّ على قطر أن تراجع حساباتها هي ودول أخرى في المنطقة، وبالذات دول الخليج، لأنّ أميركا لا تأبه بأيّ حال الى مصير شعوب وحكومات هذه المنطقة، ولأنّ محور المقاومة سيجد نفسه مضطراً الى ضرب الدول التي تنطلق الطائرات الأميركية منها لضرب سورية، ولعلّ في بيان القيادة الإيرانية البارحة، في ما يتعلق بهذا الخصوص ما يقول بصريح العبارة، وبدون التباس، لقد أعذر من أنذر.
سميح التايه