مديرية عينطورة في «القومي» تحيي الذكرى السابعة والأربعين لشهداء مجزرة الحقد بحق القوميين
دعد عازار: شهداؤنا أحياء في قلوبنا وخالدون في وجداننا.. لكن قاتليهم هم الأموات
روى الحاج: لم نسامح ولن نسامح ولم نغفر للقتلة والمجرمين الذين نعرفهم ولن نتراجع عن طريق الحق
جورج عازار: خسئ كل من يتوهم أنه قادر على إلغاء حزب سعاده العظيم
أحيت مديرية عينطورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذكرى السابعة والأربعين لشهداء مجزرة عينطورة، فأقامت قداساً لراحة أنفس الشهداء في كنيسة السيدة، ونظمت مسيراً من كنيسة السيدة الى ضريح الشهداء حيث وضعت الأكاليل، ثم توجّه المشاركون الى قاعة كنيسة مار نهرا حيث ألقيت كلمات في الذكرى، بحضور حشد من القوميين والمواطنين والفاعليات والمسؤولين إلى جانب عائلات وأبناء وأحفاد شهداء مجزرة عينطورة.
كلمة التعريف
عرّف إحياء الذكرى جورج عازار فقال:
في هذه البلدة – عينطورة وقف ذات يوم القوميون الاجتماعيون آخذين على عاتقهم إخراج من خاصمهم من عتمة الليل الطويل إلى نور الحياة. ذات يوم من شهر آذار من العام 1976 حملوا مصباح المحبة والإخلاص، وداخل كل واحد منهم صوت يصدح ليبشر كل قرية ومنطقة في بلادنا ويقول نعمل لننتصر بكم لا عليكم، فكانت ضريبة الدم جزاءهم بما بشّروا.
أضاف: إن أجيال النهضة القومية الاجتماعية اليوم تكرّر وتبشر في كل قرية ودسكرة سيبقى هُتافنا مدوياً مهما اشتدت الصعاب وازدادت المحن. وسنستمر مهما تآمر علينا المتآمرون نهتف لمجدك يا سورية ولو تراكمت جثثنا على طريق الحياة لتطأها الأجيال الطالعة سلماً نحو قمم المجد والنصر الأكيد.
وقال: إن الحزب السوري القومي الاجتماعي، استطاع أن ينمو، أن ينتشر، أن يواجه، أن ينتصر على السجون والقهر والملاحقات والتعذيب والمعتقلات. وسيتمكّن من تحقيق النصر مهما توهّمت الزواحف أنها أقوى من النسور، أو تراءى للثعالب أنها باتت أسودا. خسئ كل من يتوهم أنه قادر على إلغاء حزب سعاده العظيم، لأهون له من أن يلغي الهواء والأرض والمياه من أن يحلم بإلغاء الحزب السوري القومي الاجتماعي.
وشكر باسم مديرية عينطورة وأهالي الشهداء، المشاركين والمساهمين في إحياء الذكرى.
كلمة أشبال ونسور مديرية عينطورة
كلمة أشبال ونسور مديرية عينطورة ألقتها روى الحاج وفيها قالت:
في ذكرى الوفاء لشهدائنا في عينطورة نعلن أن وقفات العز من أجل وحدة الشعب، والدماء الزكية من أجل الحياة القومية، هي هي وحدها التي تعطي للإنسان قيمة في وجوده. ونحن جماعة نشأنا في مدرسة تعلمنا فيها أن نحب الحياة والحرية، ونحب الموت متى كان طريقاً إلى الحياة الحرة الكريمة.
وإذ نجتمع اليوم وفاء لشهداء عينطورة فلكي نستذكر بفخر شهداء الأمة أجمعين، الذين افتدوا تراب الوطن وشعبه بدمائهم، هنا في لبنان، وهناك في فلسطين، وهنالك في الشام والعراق، وفوق كل بقعة من أرضنا المقدسة.
إن شعباً يدرك بأن دماءه ملك الأمة فيه متى طلبتها وجدتها، هو شعب جدير بالحياة.
وإن نهضة عظيمة قادها سعاده العظيم، الخالد بالفكر، والقدوة بالدماء الزكية، هي نهضة لن تزول. وأبناؤها بعقيدتهم وأخلاقهم وجهادهم حتماً منتصرون.
إن صفوف العز والشرف قد أصبحت معروفة في هذه الأمة، وصفوف الذل والعار قد أضحت مكشوفة. والوجهان في صراع، وانتصار الحق على الباطل حتميّ لا مفرّ منه.
إن القوميين الإجتماعيين قد اختاروا حياة العز والشرف والبطولة والمقاومة والفداء والمحبة والصبر على الشدائد، وإنّهم ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ.
في ذكرى الوفاء لشهداء عينطورة نعاهد شعبنا أن نبقى رسلاً للمحبة والإخاء القوميّ ولو كره الحاقدون. فنحن قد اخترنا الحياة في المحبة والتضحية والعطاء، ولن نتنازل عن أخلاقنا وقيمنا. وقد تسقط أجسادنا أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود.
وأشارت روى الحاج إلى أن القوميين الإجتماعيين لم يعتدوا على أحد، لا في عينطورة ولا في أي مكان آخر، لكنهم ليسوا نعاجاً إذا ما هوجموا بل أسود. وقالت: دماء الشهداء مرجل يغلي ولن يُغدر القوميون مرتين.
وأكدت أن لبنان يحيا بالمحبة والأخاء القومي، ويفنى بالبغضاء والحقد المذهبي والطائفية، وبعزله عن محيطه الطبيعي. ودعت اللبنانيين إلى أن يثوروا في وجه الطغاة واللصوص والمجرمين وتجار الهيكل والسفاحين والقتلة الذين ارتكبوا المجازر في عينطورة وفي حلبا وسائر المناطق، وقتلوا على الهوية ودمّروا عمراننا ونهبوا جنى عمرنا وهجروا أبناءنا وتعاملوا مع عدوّنا ووقفوا مع الدواعش.
واعتبرت أن أعداء لبنان، هم الذين يذبحونه بعنصريّتهم وحقدهم وتعصبهم الطائفي ومنافعهم وعمالتهم، مشدّدة على وجوب التخلص منهم بثورة حقيقية، لا كما حصل عام 2019. ومعتبرة أن الثورة الحقيقية هي التي تنطلق من الثوابت الوطنية القومية الجامعة وليست التي تقودها الجماعات المتلطية خلف ستار الجمعيات غير الحكومية.
أضافت روى الحاج قائلة: الثورة الحقيقية هي على طريقة يونس السوري، وبما نحن نعرف وندرك ونخطط، نحن ثورة في أساس التمدّن الحديث. ونحن بما نحن من قوة نظامية – روحية، نحن جماعة تحاول أن تثبت بأن الفضائل في هذا العالم لم يتم دحرُها. وإننا سنتمكن في هذا البقعة من تحقيق الثورة الفعلية في مجتمعنا. فنحن قوة متولّدة من هذا الشعب، نحن دليل القوة في هذا الشعب، نحن علامة الثورة في هذا المجتمع، نحن حركة مجتمع ولسنا حزباً يحيا لنفسه بل للمجتمع.
وقالت روى الحاج: لم نسامح ولن نسامح، ولم نغفر للقتلة والمجرمين الذين نعرفهم، ولن نتراجع عن طريق الحق.
أضافات: لم ننسَ ولن ننسى، فجراحنا عميقة مؤلمة وفجر الحق قريب وسيف العدالة بتّار لا يرحم. إن أرواح شهدائنا تزوبع ولن تهدأ حتى ترى لبناننا موحداً في مشروعه القومي الاجتماعي البنّاء الذي يسير بهذه الأمة نحو المجد والخلود.
وختمت قائلة: عينطورة يا بلدة الشهداء، يا شريان المتن النابض بالحق والخير والجمال، يا أم الشهداء الأبرار، سنبقى الأوفياء، أوفياء للقضية، أوفياء للمحبة والسلام والاستقرار والرخاء في ربوعك. وسيظل هُتافنا يدوّي لتحيا سورية وليحيا سعاده وليحيا الشهداء.
كلمة مديرية عينطورة
وألقت كلمة أهالي الشهداء ومديرية عينطورة دعد عازار، وفيها قالت:
من هنا من مديرية عينطورة تحيّة إكبار إلى ذوي الشهيد الجندي جورج مينا، من قلب جبل لبنان وعلى سفح صنين تشمخ بلدة عينطورة بأرضها المعطاء الخصبة وأهلها الطيبين المحبين، وفي هذه البلدة الجميلة الهانئة، وبين أحضانِ صخورِها الصلبة ترتفع أضرحة 21 شهيداً ويرتفعُ نصبٌ يحملُ صورهم وأسماءهم وتاريخ استشهادهم.
وتابعت: هم 21 شهيداً من أهلنا وأحبائنا من ابناء النهضة سقطوا في ليلة ظلماء حالكة، ولكنهم ما زالوا أحياء في قلوبنا وخالدون في وجداننا وفي ذاكرة كل واحد منا.
هم ما زالوا بيننا نسمع أصواتهم ونرى نور أعينهم، طيفهم في أنحاءِ عينطورة وبين أزقتها وشوارعها، وما زالت شموعهم مضاءة في منازلنا تنير ظلمة 47 سنة مّرت على هول تلك المجزرة التي يندى لها جبين الإنسانية.
وقالت: شهداؤنا أحياء بيننا وقاتلوهم هم الأموات، شهداؤنا أحياء، وهم في كل ربيع ينبتون من باطن الأرض ويزهرون تحت شمس آذار، ويسيرون معنا في موكبنا السنوي لإحياء عرس شهادتهم، بينما قاتلوهم يتلطون كخفافيش الليل يهربون تحت جنح الظلام ويهرولون في البراري مصحوبين بحقدهم ومرضهم وانعزاليتهم، تلاحقهم الدماء الحية.
فشتان بين أبناء النور وخفافيش الظلام، فنحن أبناء الحياة، أبناء النور نسير في النور، رؤوسنا مرفوعة، عيوننا شاخصة تحدق إلى الشمس ـ قاماتنا صلبة ـ وقع أقدامنا راسخة على الأرض التي أنجبتنا وأعطتنا كل ما نملك، والتي في يوم الحساب سنقف كلنا وقفة زعيمنا على تراب بيروت ونردّ لها الوديعة بفرح وأهازيج النصر.
واليوم، ما جئنا لندفن شهداءنا، بل جئنا نحيي خلودهم في القلب والذاكرة والوجدان. فالمجزرة وإن طبعت نفوسنا بجرح عميق وكانت تهدف الى محو أثرنا من الوجود وضرب الوحدة الاجتماعية التي يجسّدها القوميون في كل متحدات أمتنا، غير أن أهالي عينطورة اليوم عادوا أقوى مما كانوا في السابق وعادت المديرية تخرّج الأشبال والزهرات والرواد والنسور وعاد الرفقاء والأهل والأحبة يجتمعون في المديرية حول تعاليم سعاده وأقامت الحلقات الإذاعية والمخيمات التي تخرّج في كل عام فرقاً من أبناء الجيل الجديد المتسلحين بمعرفتهم العقائدية للانتصار على أهل الظلام ولرفعهم من الحضيض الذي هم فيه الى ذروة المجد والعزّ القومي.
وتابعت: ولكن هول هذه المجازر والنكبات التي ألمّت بشعبنا لن تثنيه عن مواصلة الصراع لإحقاق حق أمتنا، لا بل هي تدفعنا اليوم أكثر من أي وقت مضى الى معرفة حقيقة هويتنا والاقتداء أكثر فأكثر بتعاليم زعيمنا الخالد وتحمّل مسؤولياتنا في حزبنا ومتحداتنا والعمل يداً واحدة لأجل عزّ بلادنا ومجدها، لأن إرادة الحياة والصراع تنبض في شراييننا وتتدفق في أوردتنا تبشّرنا أن النصر هو هدفنا في هذا الوجود.
وتوجهت إلى الأهل والرفقاء قائلة: إننا إذ نشكر مواكبتكم في هذه الذكرى الأليمة نحيى أرواح شهدائنا، وندعو أبناء شعبنا، خصوصاً أبناء المتن الشمالي إلى الالتفاف والتعاضد والاعتصام بهدى نور النهضة النيّر، كما ندعوهم الى العمل الجاد المنزّه عن الأنانية والشخصانية القاتلة البغيضة لمواجهة كافة المؤامرات التي تُحاك ضدنا لتقسيم المقسم وتفتيت المفتت بذريعة الفيدرالية واللامركزية والتطبيع وغيرها، ونعاهدكم أننا سنبقى رأس حربة ضد المؤامرات التي تهدف الى القضاء على وجودنا، وإننا في كل مرة سنلقاكم في قمة جديدة ونصر جديد لحياة سورية بلادنا لأن هذا هو القضاء والقدر.