دبوس
الهروب إلى الأطراف
أتمنى من الله وأدعوه، في هذه الليالي الرمضانية المباركة ان يقدم الأحمق نتنياهو على مغامرة مع محور المقاومة في محاولة للهروب من أزماته الداخلية، فعادةً ما تلجأ الدول المأزومة داخليّاً، وفي حمأة محاولاتها نزع فتيل الاشتعال الداخلي، الى افتعال توتير في الأطراف، بعيداً عن هموم الداخل، لجعل هذا الداخل يتجه نحو التهدئة، ونحو رصّ الصفوف لمواجهة التهديد الآتي من الأطراف…
أدعو الله ان يقود نتنياهو تفكيره، هو ومجموعة المعتوهين في وزارته في هذا المسرب، فيشنّ حرباً انْ في الشمال، أو في الجنوب، أو بعيداً نحو المفاعلات النووية الإيرانية، ظانّاً بأنه إنْ أقدم على هذه الحماقة، فإنه سينزع فتيل الاحتقان الداخلي، الذي بات يهدّد بالتدحرج نحو حرب أهلية، ثم يقوم بعد ذلك توجيه ضربات بعينها في الطلب الى اجتماع عاجل لمجلس الأمن، وصولاً الى استصدار قرار بوقف إطلاق النار، فيكون بذلك قد وحّد مستوطنيه بسبب حالة الحرب، ويكون أيضاً قد حقق مكاسب معنوية هو في مسيس الحاجة اليها، ثم انه انْ أوقف اطلاق النار، فستكون خسائره في أضيق الحدود…
دخيلك أيها النتن، فكّر بهذه الطريقة، واندفع نحو التنفيذ، ولا تلوي على شيء، لأنني أعتقد بأنك سترتكب حماقة القرن، الحماقة التي ليس بعدها حماقة، والتي ستحمل، انْ حدثت، في طياتها بداية النهاية لهذا الكيان البائس، دع أنت وزمرتك من الفاشيين والنازيين النزعة التفاؤلية تقودك، وتعطيك الانطباع بأنّ الأمور ستسير كما يجب، وانّ محور المقاومة لن يكون في وارد الدخول في نزاع شامل الآن، وانه سيبلعها، وسيرضى بوقف لإطلاق النار…
افعلها أيها النتن، ولا تخيّب ظنّي في حماقتك المطلقة، ودع البلهاء سارة تزيّن لك الأمر، وتقنعك بأنك ستحقق أهدافاً بالجملة، وبرمية حجر واحدة، افعلها يا أبو يائير، ودعنا نستمتع برؤية كيانك وهو يتهاوى عميقاً في بحور النسيان الى غير رجعة…
سميح التايه