لقد حرص الغول الأميركي وحلفاؤه ورغم الهزيمة المرّة على مسرح عمليات سورية، حرص على ان لا تمارس سورية حقها الطبيعي والمنطقي في الاحتفال بهذا النصر المؤزر على امبراطورية الهيمنة وأتباعها وجحافل الإرهاب الكوني، إنهم يهرولون الآن هرولة نحو التسوية، وقد سبقتهم ترنيمة الاعتراف بالواقع الجديد.
هل سيتلاقى العرب مع سورية متزحزحة عن موقفها العروبي المقاوم…؟ مع سورية أقلّ عروبة، وأقلّ رغبة في المقاومة، أم انّ سورية ستقابل عرب التطبيع وقد تزحزحوا عن موقفهم المطبع المستتبع لقوى الهيمنة والاحتلال، ومتحركاً في اتجاه منطقة النهج المقاوم وبالتالي أكثر تفلّتاً من القبضة الاميركية…
ليس هنالك ايّ مراء في انّ الكل، عرب المنطقة الرمادية، وعرب منطقة النهج التطبيعي، وأتراك أوغلوا في مناصبة سورية العداء، كلّ هؤلاء بدأوا في تجاوز الخطوط الفاصلة نحو القبول والانسجام مع سورية المقاومة، وسورية المنتصرة، ولتبدأ الاحتفالية، فحينما تبدأ دول الخليج بالتنصّل شيئاً فشيئاً من اتفاقيات التطبيع، وإلغاء الزيارات والاتفاقيات الأمنية والاقتصادية والاستثمارية، ثم إصدار بيانات الإدانة والاستنكار لممارسات وتصريحات أعضاء الحكومة الإسرائيلية، وممارسات الاقتحامات والتغوّل ضدّ الشعب الفلسطيني، وإحياء المقاربة العربية إزاء الحلّ للمشكلة الفلسطينية، والتي ظنّت «إسرائيل» أنها قد طوتها الى غير رجعة.
حينما يبدأ هذا بالحدوث، وحينما يبدأ اليمن المحاصر والمجوّع في تكسير الحصار، والاستعداد لإعلان وأد العدوان، والتطلّع نحو الخلاص وتحرير التراب ووحدة الوطن، وحينما تزهر زهرات الأمل في لبنان مبشّرة بتساقط أوراق مؤامرة بربارة ليف، وبتماثل اللبنانيين للشفاء، وتنفس نسيم الخلاص، وملء الفراغات، والبدء بالتعافي والنهوض، حينما يبدأ كلّ هذا بالتدحرج، فإنّ علينا البدء بالاحتفال، الاحتفال بالنصر الذي صنعته سورية المقاومة، وتنعّم به كلّ أولئك الذين انضووا تحت لواء الخلاص والانبعاث نحو فجر جديد، بوابته دمشق الشامخة.
سميح التايه