المرتضى لنقابة المحرِّرين: الانعكاسات الإيجابيّة للاتفاق الإيراني السعودي مهمّة جدّاً
اعتبر وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى، أنّ الموقف الأميركي – الأوروبي من أزمة النازحين السوريين يشي برفض إعادة هؤلاء إلى سورية والسعيّ إلى دمجهم في المجتمع اللبناني، مؤكّداً أنّ «لبنان يجب أن يبقى مستجمعاً لصفته الأميَز وهي التنوّع». ووصف الاتفاق الإيراني السعودي بأنّه «نعمة تيسّرت»، مشيراً إلى أنّ انعاكاساته الإيجابيّة على لبنان مهمّة جدّاً.
مواقف المرتضى جاءات خلال استقباله في مكتبه في المكتبة الوطنيّة – قصر الصنائع، وفداً من نقابة محرِّري الصحافة اللبنانيّة برئاسة النقيب جوزف القصيفي، ضمّ أمين صندوق النقابة علي يوسف، مسؤول العلاقات العامّة واصف عواضة والأعضاء سكارليت حدّاد ويُمنى شكر وصلاح تقيّ الدين.
وبحسب بيان للنقابة «جرى خلال اللقاء تداول شؤون عامّة ، صدر خلالها عن الوزير المرتضى جملة مواقف تمحورت حول «الموقف الأميركي – الأوروبي من أزمة النازحين السوريين وهو الموقف الذي يشي برفض إعادة هؤلاء إلى سورية والسعيّ إلى دمجهم في المجتمع اللبناني، وإنّ هذا الموقف المتزامن مع حصار مطبّق على لبنان واللبنانيين والمترافق مع حملة إعلاميّة مأجورة ومسعورة تضخّ اليأس والقنوط ولا سيّما في نفوس المسيحيين لحملهم على الهجرة، إنّما يرمي إلى إحداث تغييرات ديمغرافيّة قد تفضي إذا ما تحقّقت إلى القضاء على السبب الموجب لوجود الكيان اللبناني ومن ثمّ على إمكانيّة هذا الكيان للصمود والبقاء».
كما أكّد أنّ «لبنان يجب أن يبقى مستجمعاً لصفته الأميز وهي التنوّع التي تُغني كلّ اللبنانيين والتي تُمثِّل النموذج الإنساني الفريد النقيض للعنصريّة القائمة والراسخة في الكيان الإسرائيلي الغاصب، وأنّ حفظ التنوّع واجب على كلّ اللبنانيين وأنّ جميع المكوّنات يقتضي أن تكون معنيّة بأداء هذا الواجب».
واعتبر «أنّ حفظ التنوّع يكون بحفظ كلّ مكون في إيمانه ومقدّساته ووجوده وحضوره الفاعل»، مؤكّداً «أنّ المسلمين في لبنان حريصون على المسيحيين متمسّكون بهم وبأدوارهم وأنّ علينا أن نُطمئن بعضنا بعضاً لهذه الناحية، لا بالمواقف الكلاميّة بل بالأفعال أيضاً».
وتابع «لبنان سوف يبقى مستجمعاً صفة الوحدة مع التنوّع وبقاؤه مرهون باستمراره موحّداً وأنّه لن يكون هناك لبنانات أو تقسيم بغضّ النظر عن الشعارات التي يتلطّى بها أصحاب هذه الطروحات».
وعن الوضع الاقليمي، اعتبر المرتضى أنّ «الاتفاق الذي جرى أخيراً في الصين بين المملكة العربيّة السعوديّة والجمهوريّة الإسلاميّة في إيران هو نعمة تيسّرت وصموده مرتبط بتنفيذه سريعاً أمّا انعاكاساته الإيجابيّة على لبنان فهي مهمّة جدّاً، وإنّ أهمّ ما يُبشّر به هذا الاتفاق هو أنّ المنطقة لن تبقى بعد اليوم تحت رحمة تلك الأجندة الاحاديّة التي تعيث فيها فساداً وبثّ فرقة واستيلاد نزاعات وإشعال حروب بين مكوّناتها خدمةً لمصالح الغرب ولترسيخ وجود إسرائيل، كما تُبشّر بأنّ لبنان سوف يستعيد تفاعله الإيجابي مع جميع أشقائه العرب على قاعدتي النديّة والحرص المتبادل».
وأشار إلى أنّ «لبنان يجب أن يعمل في المرحلة المقبلة على بناء حالة إعلاميّة واعية ومسؤولة تبثّ الوعيّ في عقول اللبنانيين ونفوسهم وتُسهم في حفظ الوحدة مع التنوّع وفي حماية الأُسرة والقيَم».
وبنتيجة اللقاء اتفق المرتضى مع النقابة على تفعيل التعاون بينهما وتوطيده، كما قرّر الوزير إعفاء حاملي البطاقة الصادرة عن نقابة محرّري الصحافة اللبنانية وأفراد عائلاتهم دون الثامنة عشرة من عمرهم من رسوم الدخول إلى المتحف الوطنيّ وسائر المواقع الأثريّة التابعة للوزارة واتفقا على إقامة فعاليّات توعويّة مشتركة.