ندوة سياسية لـ «الديمقراطية» في ذكرى يوم الأرض
مهدي: مناسبة لتجديد التمسك بالمقاومة حتى إنجاز التحرير
لمناسبة الذكرى السابعة والأربعين ليوم الأرض، أقامت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ندوة سياسية في قاعة الشهيد أحمد مصطفى في مخيم برج البراجنة، شارك فيها ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي المحامي سماح مهدي وممثلو فصائل المقاومة الفلسطينية والأحزاب اللبنانية واللجان الشعبية والروابط الأهلية والمؤسسات الإجتماعية، وعدد من كوادر وأنصار الجبهة وقطاعاتها.
بعد الوقوف دقيقة صمت تحية للشهداء والأسرى، ألقى الدكتور علي محمد كلمة ترحيبية استذكر فيها المعاني الجليلة ليوم الأرض الخالد في إرث شعبنا النضالي الذي ما زال يبتكر أساليب إبداعية في مقاومة الاحتلال والاستيطان.
ثم استعرض أركان بدر أبو لؤي معالم المشروع الصهيوني باعتباره الأنموذج الأكثر قبحاً ووحشية لاستعمار كولونيالي مارس منذ نشأته شتى صنوف القتل والإجرام والخداع. وأنّ الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تختلف في سلوكها الوحشي تجاه شعبنا وحقوقه.
وقال: شكّل يوم الأرض الخالد في 30 آذار 1976 محطة نضالية ضدّ محاولات الأسرلة وطمس الهوية. وما زال يثبت في كلّ يومٍ خياراته بالوحدة والإنتفاضة والمقاومة الشاملة في كافة الميادين.
واعتبر بدر أنّ مسار العقبة ـ شرم الشيخ الذي اتخذته السلطة الفلسطينية من خلف ظهر الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة يشكّل تحدّياً للإرادة الوطنية وهبوطاً بالقضية من كونها حركة تحرّر وطني لشعب يناضل ضدّ أبشع أنواع الاستعمار إلى قضايا أمنية تُجرم مقاومة شعبنا وتدفع بالسلطة لمواجهة مقاومينا بما يُنذر بفتنة داخلية خطيرة تهدّد كامل منجزاتنا الوطنية.
وأكد بدر ألا رهان على الوعود الأميركية التي لم يُنفذ أيّ منها، ولا على حكوماتها المتعاقبة التي تتفق جميعها على ضمان مصالح العدو وأمنه. إنما الرهان الوحيد هو على استنهاض عوامل القوة الفلسطينية بإنهاء الانقسام المدمّر واستعادة الوحدة الداخلية وإجراء الانتخابات على كافة المستويات. وبتطبيق قرارات الإجماع الوطني بمحطاتها المختلفة والتي أجمعت على سحب الاعتراف بـ “إسرائيل” والتحلل من أوسلو وقيوده السياسية والأمنية والاقتصادية. وتشكيل القيادة الموحدة للمقاومة الشاملة وتدويل الحقوق في الهيئات الدولية وتجريم كيان الاحتلال وسوْق قادته كمجرمي حرب إلى المحاكم الدولية، والانتقال إلى رحاب البرنامج الوطني الذي وحّد الأرض والشعب والحقوق على استراتيجية المقاومة بكافة أشكالها باعتبارها حقاً طبيعياً لشعبنا كفلته القرارات الدولية.
كما قدم ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي المحامي سماح مهدي مداخلة قال فيها:
30 آذار 1976 لم يكن مجرد تاريخ عابر في حياة شعبنا الفلسطيني، فالمقاومة نشأت مع وجود الاحتلال الذي كانت أولى مغتصباته على أرض فلسطين في العام 1882 التي أقامتها منظمة أحباء صهيون.
وتابع مهدي: استمرّ شعبنا في المقاومة حتى اليوم مستعملاً أساليب مختلفة. في المقابل أتى من يعرض علينا تسوية تتضمّن تنازلنا عن أجزاء من أرضنا للمحتلين في سبيل إقامة ما يسمّونه بـ “السلام”.
بالنسبة لنا فقد سبق لبلادنا أن استقبلت العديد من الهجرات على مرّ التاريخ، فكانت الملاذ الآمن للكثير من المهاجرين الذين أصبحوا جزءاً من شعبنا. لكننا نرفض التخلي عن سيادتنا على أرضنا التي هي ملك عام لكلّ الأمة على تعاقب أجيالها.
وأضاف مهدي: يأتينا اليوم من يميّز بين الحكومة الحالية لعصابات الاحتلال وحكوماته السابقة. فيما الواقع أنها جميعها تتفق على الهدف وتختلف في الأسلوب العدائي فقط، حتى لو اضطرهم الأمر إلى قتل قادتهم حرصاً على مشروعهم الإجرامي كما فعلوا مع المقبور رابين.
وأردف مهدي: أذكر عندما تمّ الإعلان عما سُمّيت “مبادرة السلام” عن القمة العربية، جوبهت برفض من العدو الذي وصفها بأنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به. لأنّ ذلك الغاصب يستهدف أرضنا كلها. فهو حتى الآن لم يضع دستوراً لكيانه السرطانيّ لأنّ ذلك يفرض عليه تحديد حدوده الجغرافية التي يشير إليها علمه، وهي كما دوّن على باب الكنيست “دولتك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل”.
وأكد مهدي على أنّ يوم الأرض هو مناسبة أخرى لتجديد التمسك بالمقاومة حتى إنجاز التحرير.
وختم بتوجيه التحية إلى الرفقاء في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على إقامة هذه الفعالية.
وكانت مداخلة للسيدة حنان عن رابطة جين نيروزي توجهت فيها بالتحية للأمّ الفلسطينية في ذكرى يوم الأرض الذي لم ينته بل تتجدّد معركة الأرض كّل يوم تصادر فيه أراض وتبنى مستوطنات.
كما ألقت السيدة فاتن أحمد كلمة أكدت فيها على التمسك بالمقاومة من جيل إلى جيل حتى النصر.