الجيش اللبناني يبقى الرقم الصعب
} العميد الركن طلال اللادقي*
منذ أن عرف لبنان كارثته الاقتصادية لم تعد الدولة قائمة في حضورها وسطوتها واحتوائها لجميع المكونات المتنافرة، بل بات نصف الشعب اللبناني يعيش تحت خط الفقر، وعملتنا تسابق الانحدار بسرعة الصاروخ، بالإضافة الى أزمة الكهرباء التي أنهكت ميزان المدفوعات وبات حليب الأطفال من المواد النادرة!
وفي جانب آخر يراوح النواب مكانهم ولا ينتخبون رئيساً جديداً للجمهورية وفي ذات الوقت يتحمّل لبنان وجود أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ سوري منذ العام 2011، وتبدو المدارس المتاحة هي وحدها تستقبل أبناء الميسورين من اللبنانيين وهي من بقية الركائز القليلة المحسوبة على مفهوم الدولة في الوقت الذي يتسع إغلاق المؤسسات العامة بعد ان عضّها الإفلاس، وبات قسم لا يُستهان به من اللبنانيين المعدمين يخشون ان يصبحوا لاجئين في وطنهم الذي يحاصرهم جوعاً ومرضاً وإفلاساً، وأن يصحوا يوماً ليجدوا انفسهم كالأثيوبيين الذين تخصّص لهم الدولة 100 غرام من الطحين لكلّ فرد يومياً وهو أمر غير متوفر في لبنان.
وفي ظلّ انعدام ايّ فرصة للإنقاذ، يستمرّ الجيش اللبناني يقاوم الانهيار الاقتصادي، ويبقى الجانب المشرق في حياة اللبنانيين ويقاوم باللحم الحي ضائقة البلد الاقتصادية دون ان تنال الأزمة من صموده وتماسكه للقيام بمهامه على أكمل وجه ويبقى الأمل المتبقي للبنانيين في عتمة أزمتهم، ولا تخونه المروءة ولا تعوزه الصلابة للصمود الى جانب شعبه المنهك.
*عميد ركن متقاعد، نائب رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي