نافذة ضوء
صلاح المجتمع صلاح عقيدة وقيادة وشعب
} يوسف المسمار*
خير الفرد والمجتمع والإنسانية لا يُعبّر عنه إلا بالصلاح. بصحة العقيدة وصلاحها، وصدق وأمانة قادتها، وإخلاص وعزيمة واستعداد أتباعها الدائم للعطاء والتضحية في سبيل انتصارها وتحقيق أهدافها.
والعقيدة الصالحة الصحيحة هي التي تتناول شؤون الأمة كلها بإنسانها وأرضها. بالشعب والوطن ماضياً وحاضراً ومستقبلاً منذ بدأت الحياة الى ما سوف تكون حياة المجتمع وجوداً واحداً موحداُ لا فئات متنابذة، ولا مجموعات متضاربة الأهداف، ولا طوائف متناحرة، ولا اتنيات متحاقدة، ولا كنتونات مناطقية متقاتلة متآكلة داخلياً في ما بينها، ومتسابقة خارجياً للزحف تحت أقدام أعدائها.
وورشة الخير والصلاح لا يستطيع الإشراف عليها تخطيطاً ومراقبة وتنفيذًا ومتابعة إلا قيادة خيّرة صالحة صادقة عبقرية مبدعة بطولية تعرف من أين تبدأ، وكيف تتجه، وإلى أين تسير، وعلى أية أرض تقـف.
وتعرف أيضاً ما هي العراقيل التي تعترضها، والمعطلات التي يمكن أن تعطّل سيرها. وتعرف ما هي الإمكانيات التي بحوزتها والمتوفـرة لها، وما هي المُـثُل العليا التي تسعى الى تحقيقها.
وكل ذلك بفكر منفتح خلاق، وبإرادة مصممة حازمة لا تلين امام إغراء او ترهيب، ولا تُخدع مهما كانت اساليب المنطق باهـرة وبليغة وفصيحة وخادعـة.
وتعرف وتؤمن أن الخير لا يمكن أن يقوم به وينجزه على احسن ما يكون، وافضل ما يمكن إلا الجماعة الواعية الخيّرة الصالحة المنظمة القـوية الحـرة التي تقوم بواجبها في الإصلاح وإنتاج كل نافع وخيّر، وتتحمل مسؤوليتها كاملة في الدفاع عن حق أمتها في الوجود والحياة الأفضل، وتجاهد بكل قواها لتحقيق الحياة النامية الراقية الكريمة لنفسها ولغيرها، فلا تعتدي على حقوق غيرها من الأمم أو تستسلم وتخنع أمام مَن يعتدي عليها. فالعناية الخالقة للبشرية ما أوجدت البشرية لتتباعد عن بعضها، بل لتتعارف، ولا لتتحاقد بل لتتحابب، ولا لتتنافر بل لتتآخى.
الخيّرون هم وحدهم رواد صلاح وخير وإصلاح. ولا خير ولا صلاح ولا إصلاح الا بهمة وعزيمة وجهاد أبناء طبيعة الخير والصلاح.
أما المجرمون الذين اعتنقـوا عقيدة الطلاح والفساد قيادات وجنوداً ويقتلون أبناء أمتهم ويمثلون بجثثهم، وينفذون أوامر أعداء أمتنا ويدمرون المرافق العامة والخاصة، ويعرِّضون أمن أبنائنا وسلامتهم للأخطار والأذى والضرر، ويخدمون ويشاركون أعداءنا المعتدين في القضاء علينا وعلى حضارتنا وتاريخنا ومآثرنا، فإنهم هم الفاسدون المارقون الأشرار الذين يعادل التساهـل معهم درجة الخيانة.
فمن يتساهـل معهم أو يبرر لهم فسادهم وإجرامهم وشرهم أو ينأى بنفسه عن مواجهتهم والتصدي لهم ووضع حدٍ لإجرامهم وغدرهم وخيانتهم، لا يدرك معنى حقيقة العقيدة الصحيحة الصالحة، ولا مسؤولية القيادة الصالحة، ولا نوعيّة طليعة الصالحين من أبناء الأمة.
فاقطعوا دابر الخيانة بالقضاء عـلى الخيانة والخونة أيّها الصالحون تصلحوا. واقضوا على الفساد والفاسدين بوضع حد للفاسدين المفسدين تنجحوا. ولا تتنازلوا عن حق أمتنا في الحياة الكريمة تتقدّموا. ولا تخضعـوا لأمرٍ ظاهره منطق حق وباطنه تسويق باطـل تنقذوا أنفسكم وأمتكم والإنسانية من كل ما يخططه المجرمون الأشرار الأعداء بهدف تفتيتها والقضاء عليها. ولا تنخدعوا بحيَل المرائين المنافقين الغادرين مهما تمسكنوا وتباكـوا ومالأوا وتمظهروا بأساليب البراءة والطهارة والعفة أمامكم. فأبلغ ما ما يتظاهر به الغادر التودد واللطافة. وأوضح ما يبديه الجاسوس التباكي والمسكنة، وأخطر وسائل العدو المجرم الفتاكة هي عندما يطلق عملاءه فيتظاهرون بالمسكـنة والمحاباة والممالأة والتودد.
*باحث وشاعر قومي مقيم في البرازيل.