نافذة ضوء
مَن مارسَ الوعيَ حازَ المجدَ وانتصرا
} يوسف المسمار*
هيَ النباهةُ ما حَلَّتْ بمجتمعٍ
أو ثارَ بالفَهْمِ إلا ّ بالهُدى ظَفَرا
هيَ الهدايةُ ما عَمَّت بمجتمعٍ
وامتازَ بالحبِّ إلاَّ خيرُهُ انتشرا
هيَ الأصالةُ في أبناءِ مقدسنا
بقوةِ الحقِّ صارتْ تُنطقُ الحجَرا
هيَ الإرادةُ في بغدادنا انطلقتْ
تُجَدّدُ السَمْعَ والإحساسَ والبَصَرا
هيَ الكرامة ُ في لبناننا فَعَلتْ
فصارَ لبنانُ محراباً لمن شَكَرا
هي الأصالةُ في شام العُلى انتفضتْ
فصارت الشامُ للأمجادِ مُختبرا
يا شامُ يا شام أنتِ الروحُ ناهضةً
تُجدِّدُ الكونَ والتاريخَ والقَدَرا
سُوريّةْ للناسِ كانتْ فجرَ يقظتهم
ويرتقي الناسُ إنْ ظلّتْ لهم قمرا
مشاعلَ النورِ أشْعَلنا بنهضتنا
لنطردَ الويلَ مهما اشتدَ أو كَبُرا
كلُّ الحقيقة للأجيالِ نُعلنها:
من مارسَ الوعيَ حازَ المجدَ وانتصرا
بطولةُ العقلِ أرقى ما نُحَقِّقُهُ
ونهضة ُ الوعي تبقى للعَلى القدَرا
لا شيء في الكونِ أجدى من بطولتنا
لولا البطولات شاخَ الكَوْنُ واندثرا
فنحنُ في الكَوْنِ ثوّارٌ عقيدتُنا
أن ننشرَ الوعيَ والأخلاقَ والعِبَرا
هذا هو العزُّ في مفهومنا، وبهِ
نستأصلُ الجَهْلَ والأرزاءَ والكدَرا
ميلادُنا الوعيُ لا حدٌ لطاقتهِ
كأنما الكونُ في روح الهُدى انْحَصَرا
جهنمُ الناس في الجهلِ الذي سَحَرَ
والويلُ للناسِ في الحُمْقِ الذي غمرا
وجنةُ الناسِ في الوعي الذي انتشرَ
وراحةُ الناسِ في الحُبِّ الذي انتصرا
هذي المفاهيمُ من أعماقنا انطَلقتْ
لتجْعَلَ العلمَ بالأخلاقِ مُعتَبَرا
هيَ الهدايةُ ميلادٌ نُجَدّدهُ
ما دام في الكونِ مَنْ شمسَ الهُدى نكَرَا
هي الهدايةُ إنْ حلّتْ بمجتمعٍ
تدفَّقَ النورُ من وجْدانهِ وسرى
*شاعر قومي مقيم في البرازيل.