إدانات واسعة لجريمة اغتيال العدو الأسير البطل عدنان: للردّ سريعاً بكلّ وسائل المقاومة وتحرير المعتقلين
أثار استشهاد البطل المقاوم الأسير الشيخ خضر عدنان الذي قضى نحبه صباح أمس في سجون الاحتلال «الإسرائيلي»، بعد إضراب عن الطعام مدّة 87 يوماً، موجةً واسعة من الإدانات لجرائم العدو الصهيوني بحقّ الأسرى. ودعت أحزاب لبنانيّة وفصائل فلسطينيّة إلى الردّ سريعاً على هذه الجريمة بكلّ وسائل المقاومة وتحرير المعتقلين.
وفي هذا السياق، تقدّم حزب الله في بيان، من الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة وخصوصاً «حركة الجهاد الإسلامي» وهيئات ونوادي وجمعيّات شؤون الأسرى، بأحر التعازي والتبريكات باستشهاد الشيخ عدنان «بعد حافلة بالصمود والمقاومة والتصدي لممارسات العدو التعسفيّة طيلة أكثر من ثماني سنوات قضاها في الاعتقال والتعذيب»، مؤكّداً أنّ استشهاده «يكشف مجدّداً حجم المأساة الكبيرة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون والعرب في سجون العدو الإسرائيلي وتعرّضهم لأشدّ أنواع التنكيل والإرهاب».
وطالب «المؤسّسات الدوليّة والإنسانيّة بالعمل الجاد لكشف جرائم الاحتلال في السجون الصهيونيّة»، مُعرباً عن «مواساته لأسرة الشهيد وتأييده لكلّ الخطوات التي تقوم بها حركات المقاومة في فلسطين ردّاً على جرائم الإحتلال ولتحرير جميع الأسرى والمعتقلين من سجونه».
من جهته، المكتب السياسي لـ «حركة أمل» تقدّم بأسمى آيات العزاء من الشعب الفلسطيني الصامد والأخوة في «حركة الجهاد الإسلامي»، بارتقاء الشهيد الشيخ عدنان خضر الذي قاوم بالمعدة الخاوية قرابة الثلاثة أشهر منتزعاً حرية قراره من سلطات الاحتلال الصهيوني، وإدارات سجونها.
وفي بيان له، اعتبر المكتب أنّ «استشهاد البطل الشيخ عدنان ناتج عن عملية «إعدام بطيء»، أصرّت عليها سلطات الاحتلال عن سابق تصوّر وتصميم بعدم الإفراج عنه وعدم معالجته، رغم تردّي حالته الصحية، وهي جريمة حرب تستوجب من المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية رفعها إلى أعلى المستويات».
ونعى «لقاء الأحزاب والقوى الوطنيّة والإسلاميّة» في إقليم الخروب وساحل الشوف، الشيخ عدنان، وقال في بيان «إنّه الردّ الصاعق والفعل المشهود والكلمة الحاسمة، استشهد خضر عدنان. قضية دوّت أصداؤها في أصقاع الأرض ولم تحرك الضمير العالمي ولا منظمات حقوق الإنسان ولا الأمم المتحدة وغيرها، جريمة موصوفة برسم الإنسانيّة ودعاة الحريّة والديمقراطيّة الأميركيّة والغربيّة وأذنابهم وهي برسمهم. لكنّنا لا نتوسّم فيهم خيراً، إنما نذكّر وندعوا شرفاء الأرض القابضين على الجمر والعارفين بالنتائج والممسكين بالبندقيّة ونناديكم، فقد انَ لكم الاعتماد على أمعاء خضر عدنان، والاستناد على إرادته وإطلاق العنان لفوهات المدافع وصليات الصواريخ وزغردات الرصاص، فإن أمرّ اليوم صدر مع النفَس الأخير للقائد الشهيد خضر عدنان. إنّها الفرصة الكبرى، فقد ارتضينا الموت شهداء بكل صنوف القتال، إلاّ أن نموت جوعاً ويُقتل أبناؤنا على قارعة الحاجة والتسوّل، قالها خضر عدنان: لقد خارت قواي ولكنني لن اعطي الأعداء فرصةً للنجاة» وأسلم الروح ومضى».
وختم اللقاء «يا شرفاء المقاومة في كلّ المواقع، العدو من كلّ الجهات والكرامة امتحانكم، فأين المفرّ؟».
ورأى حزب «الاتحاد» في بيان، ان استشهاد عدنان، بعد 87 يوماً على اعتصامه «دليل حيّ على أنّ فلسطين تسكن في ضمير أبنائها وعقولهم وجهادهم حيث ترخص الدماء والارواح في سبيل نصرتها»، مؤكّداً أنّ «السجّان الصهيوني لن يستطيع أن ينترع هويّة فلسطين من قلوب وأفئدة المناضلين الذين يبتكرون الأساليب والوسائل نصرة لقضيتهم الوطنيّة، بعمقها العربي والإسلامي، ويؤكّدون تمسّكهم بأرضهم وبإيمانهم بعدالة هذه القضيّة ويقاومون الاحتلال مهما غلت التضحيات».
وأعلنت «الحملة الأهليّة لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة» في بيان، أنّها «في أجواء الشهادة والانتصار على الجلاد الصهيوني باستشهاد الشيخ خضر عدنان، خصّصت اجتماعها الأسبوعي في قاعة الشهيد خالد ديوب بجامع الفرقان، في مخيّم برج البراجنة، لشهادات اعتزاز بالشهيد الكبير»، وذلك بحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي.
افتتح منسق الحملة معن بشّور الاجتماع، بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح عدنان ونائب أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» خليل الخليل، وقال «حين اختار الشيخ المجاهد والقائد الصنديد خضر عدنان طريق الإضراب عن الطعام رفضاً للاعتقال الإداري كان يُدرك أنّ مصيره الاستشهاد، لكنّه كان يُدرك أيضاً أنّ استشهاده بعد 87 يوماً سيكون نقطة تحوّل في الصراع مع الاحتلال خصوصاً في جبهة يخوض فيها الأسرى الأبطال كلّ يوم معارك مستمرّة ضدّ سجّانيهم وضدّ من وضع بلادهم كلّها في أسر الاحتلال».
أضاف «ليس الكيان وحده هو المسؤول عن استشهاد الشيخ خضر بلّ كل من شارك المحتلّ جريمته بالصمت سواء في أمّتنا أو على مستوى العالم كلّه ومنظماته الحقوقيّة والإنسانيّة والدوليّة».
وكانت كلمات للحضور حيّت الشهيد عدنان.
ورأى رئيس «ندوة العمل الوطني» رفعت البدوي في بيان أن «العدو الإسرائيلي يمعن في اغتيال الإنسانية واليوم اغتال المناضل خضر عدنان مع سبق الإصرار والترصد»، مُضيفاً أنّ استشهاد عدنان «ليس الأول ولن يكون الأخير لكن استشهاده جواز سفر ممهور بتأشيرة كفاح ونضال لن ينضب، فإمّا دحر الاحتلال وإمّا الاستشهاد في سبيل تحرير فلسطين».
ونعت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينيّة في بيان، الأسير عدنان ودعت المجتمع الدولي والمنظّمات الدوليّة ومنظّمات حقوق الإنسان إلى «وضع حدّ لممارسات الاحتلال الإجراميّة والتعسفيّة بحق أسرانا البواسل والتحرك الفوري لحماية الأسرى داخل سجون ومعتقلات الاحتلال المجرم». فيما اعتبر نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل أنّ استشهاد عدنان «يفتح من جديد ملفّ جرائم الاعتقال الاداري الذي عادة ما قاد إمّا إلى الاستشهاد أو إلى الإصابة بأمراض خطيرة»، داعياً إلى «استخدام كلّ أدوات القانون الدولي والمقاومة الشاملة كردّ على المخطّطات الصهيونيّة والسعي الجدي لتدويل قضية الأسرى من خلال مجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان، والتقدم بشكاوى رسميّة إلى محكمة الجنايات الدوليّة لفضح جرائم الاحتلال الممارسة بحق المعتقلين من أبناء شعبنا».
وأكدت «هيئة التنسيق اللبنانيّة الفلسطينيّة للأسرى والمحرَّرين» أن الشيخ عدنان استشهد «ليكون الصرخة المدوّية بوجه الكيان الصهيوني وليكون الرمز الكبير لحركتنا الأسيرة الرافضة الخضوع للسجّان»، معتبرةً أنّ «القتل المتعمّد لشيخ أسرى فلسطين هو دليل واضح على أنّ هذا العدو وإدارة السجون تُمعن في قتل أسرانا بدم بارد في جوّ من الصمت العالمي، وهذا دليل واضح على إجرام هذا العدو وهمجيته وارهابه وعنصريته وأنّه كيان لايستحقّ أن يكون في الوجود، كيان معادٍ للإنسانيّة وخارج عن الطبيعة البشريّة».
وفي بيان لها، نعت الهيئة «الشيخ عدنان إلى شعبنا الفلسطيني المضحّي الذي له مع كلّ صباح شهيد وأسير وجريح»، مؤكّدةً أنّ «هذا العدو لا يفهم إلّا لغة المقاومة والمواجهة والقتال».
واعتبرت لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون الإسرائيليّة يحيى سكاف، أنّ الشهيد عدنان «هو رمز من رموز المقاومة والنضال الذين فضحوا جرائم الاحتلال بحقّ الأسرى داخل السجون، التي حوّلها إلى حقل تجارب بحقّ أجسادهم الطاهرة، فكان إضراب الشيخ خضر عدنان عن الطعام رسالة مدوّية للعالم بأن صوت الأسرى المظلومين، يجب أن يُسمع في ظلّ الصمت المطبق من قبل المجتمع الدولي عن الإنتهاكات التي يتعرّض لها آلاف الأسرى منذ عشرات السنين».
وأكّدت أن «شهادة الأسير خضر عدنان يجب أن تشكل عامل ضغط من قبل الشعوب الحرّة وقوى المقاومة على العدو من خلال رفع الصوت والتحرك بالوسائل التي تراها المقاومة مناسبةً من أجل إنقاذ الأسرى و المعتقلين في السجون الصهيونيّة المظلمة، لأنّ الرهان الوحيد اليوم هو على المقاومة فقط».
وقدّم رئيس تيّار «صرخة وطن» جهاد ذبيان في بيان «التبريكات لحركة الجهاد الإسلامي ولمختلف فصائل المقاومة في فلسطين»، مؤكّداً أنّ «الرهان أولاً وأخيراً هو على أبناء هذا الشعب الصلب والذي يأبى إلاّ أن يسجل وقفات البطولة والفداء في وجه المحتل، لتأكيد «أنّ فلسطين لم ولن تُهزم طالما وجد شعب يقاوم بفكره وسلاحه وأمعائه وكلّ ما ملكت أيديه، فهذا دليل على أنّ الموعد مع نصر وحرية فلسطين آتٍ لا محالة».