نقابة المحرّرين أحيت اليوم العالمي لحريّة الصحافة وذكرى شهدائها
أحيت نقابة محرِّري الصحافة حفلاً أمس، لمناسبة اليوم العالمي لحريّة الصحافة وذكرى شهداء الصحافة اللبنانيّة، في قاعة ريمون روفايل في الرابطة المارونية – الكرنتينا – المدور، في حضور ممثّلة وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري مديرة البرامج في إذاعة لبنان ريتا نجيم الرومي، عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، النائب السابق نعمة الله أبي نصر، نقيب الصحافة عوني الكعكي، نقيب المحرِّرين جوزف القصيفي، رئيس الاتحاد العمّالي العام بشارة الأسمر ، رئيس الرابطة المارونيّة السفير خليل كرم، رئيس المجلس الماروني ميشال متى، المستشار الرئاسي مدير مكتب الإعلام في رئاسة الجمهوريّة رفيق شلالا، أعضاء مجلس نقابة المحرِّرين، وأعضاء مجلس الرابطة المارونيّة والمجلس العام الماروني، عميد كليّة الإعلام الفرع الثاني في الجامعة اللبنانيّة الدكتور هاني صافي وطلاّب من الكليّة وممثّلي هيئات قضائيّة واجتماعيّة ونقابيّة وإعلاميّة.
قدّمت للاحتفال الإعلاميّة ريبيكا أبو ناضر، فألقى الكعكي كلمة لفت فيها إلى التراجع الكبير في إصدار الصحف، متحسِّراً «على مؤسّسات إعلاميّة لبنانيّة عريقة أقفلت». وأشار إلى أنّ «السؤال الكبير لماذا تتوقّف صحف ومجّلات كبيرة وعريقة في لبنان» وقال «لسبب بسيط هو أننا اليوم نواجه مرحلة بقاء ووجود في ظلّ التكاليف الباهظة لإصدار جريدة أو مجلّة. وقد حلّت وسائل التواصل الاجتماعي والهاتف الخلوي مكان الصحف والمجلات».
وطلب «من الدولة اللبنانيّة ومن جميع المسؤولين إصدار قانون يُنظِّم إنشاء أيّ موقع إلكتروني كيّ لا يبقى الوضع فلتاناً كما هو اليوم. ولا أريد التهجّم على بعض المواقع الإلكترونيّة الذي يسيء إلى الإعلام»، معتبراً أن «مهنة المتاعب أصبحت غير مقتصرة على المتاعب وعلى الأخطار بل على التمويل الكبير الذي لم يعد متوافراً ولن نقدر عليه».
كما ألقى القصيفي كلمة قال فيها «نغتنم هذا اليوم لنُجدِّد التزامنا الكامل بالحريّات كافّة ولا سيّما حريّة الصحافة والجسم الصحافي الذي لنا شرف تمثيله. ولا عجب، فالحريّة هي في أساس حياتنا وكياننا ودستورنا ومهنتنا، وهي المحفِّز الأساسي لازدهار المعرفة والفكر والثقافة والمحاسبة من أجل وطن مزدهر ومشعّ. إنه اليوم الأنسب للإضاءة على التحديات التي تواجهها حريّة الصحافة. وهي فرصة لتقييم واقع المهنة واستشراف مستقبلها وثبات دورها الرسولي».
أضاف «اليوم تفتتح نقابة محرِّري الصحافة اللبنانيّة فعّالياتها بإحياء هذا اليوم بضيافة الرابطة المارونيّة في إشارة تقدير منها لدور الصحافة والإعلام»، متوجّهاً بالشكر «إلى رئيس الرابطة السفير خليل كرم لاحتضانه لقاءنا اليوم، ولمسؤولة الإعلام الزميلة ربيكا أبو ناضر لدورها الفاعل في إقامته. والشكر موصول إلى نقيب الصحافة اللبنانيّة الأستاذ عوني الكعكي الذي لبّى الدعوة للمشاركة وهو الأدرى بالصعوبات والمشقات التي تكابدها المؤسسات الصحافيّة في أيامنا هذه، لأنّه يخوض مغامرة إصدار صحيفة يوميّة ورقيّة إلى جانب حفنة من الصحف التي تُعاني وتكابد، وتعاند، محاذرة السقوط الكبير».
وأعلن أنّه «وفي تحيّة إلى هذا اليوم تقدم نقابة المحررين الوثائقي « الشهادة والدور تليه ندوة علميّة متخصّصة تطرح السؤال الكبير: هل الصحافة ولا سيّما منها المكتوبة على طريق الاندثار؟ وهل من حلول تبقيها على قيد الحياة؟ وأيّ دور ينتظرها إذا تمكّنت من الثبات في وجه الأخطار التي تتهدّدها؟».
وقال «لقد تصدّت نقابتنا في أدبياتها منذ ما يقارب العقدين من الزمن لهذه القضيّة، وأقرّت بالتحديات التي تواجه هذا النوع من الصحافة، وقدمت اقتراحات وحلولاً للحكومات المتعاقبة، ووزارة الإعلام. لكن أحداً لم يول ذلك أيّ اهتمام. فتوقفت صحف ورقية كثيرة عن الصدور، وكانت تشكل ذاكرة لبنان المكتوبة وسجل وقوعاته اليوميّة، ولم يتبق منها إلاّ ما يقلّ عن أصابع اليدين عداً».
وأشار إلى أنّ «الإعلام ليس مجرد وسيلة فحسب، ولا يمكن تصنيفه بين تقليدي وحديث»، موضحاً أنّ «الإعلام هو الإطار الأوسع والمحرّك الرئيس لحركة المجتمع بكلّ ما يحفل من ديناميّة، وتنوّع، وتصارع وتناغم، وتكامل وتضاد. وليس هناك إعلام حديث -كما يخيّل للبعض – بل وسائل حديثة للإعلام. ومهما بلغت هذه الوسائل من درجة متقدمة وأهميّة قصوى، فان المحتوى يبقى هو الأهم. وهذا ما يدفعنا إلى العمل معاً على مقاربة تتجاوز الآني والوصفي، تتناول عمق المأزق الذي تعيشه الصحافة والغوص على أسبابه الحقيقيّة، فنحن نعالج موضوعاً يتصلّ بالإنسان، وحقوقه البديهيّة والطبيعيّة، المكرّسة في المواثيق الدوليّة والدساتير الوطنيّة: الحريّة والحق في الإعلام والاستعلام والوصول إلى المعلومات».
من جهته، استذكر كرم في كلمته «شهداء لبنان الذين أعدموا في الساحة التي تكرّست باسمهم، وهي التي شهدت على هول هذه المأساة التي كان ضحيتها نخبة من شباب الوطن، معظمهم من الصحافيين وقادة الرأي». وشدّد على «وجوب جمع الشمل وإطلاق الحوار بين اللبنانيين لبناء ثقافة الحياة، انطلاقاً من المشتركات التي تشدّهم بعضاً إلى بعض. وتعوّل على دور واسع للصحافة والإعلام لنبذ ثقافة الكراهية والدفع في إتجاه تكثيف الجهود الرامية إلى إبراز قيم التسامح، وقبول الآخر وشجاعة التصدّي للفساد والفاسدين».
تلا ذلك عرض وثائقي عن شهداء الصحافة اللبنانيّة بعنوان «الشهادة والدور»، أعدّته عضو مجلس نقابة المحرِّرين يمنى شكر الغريب وأخرجته كارمن لبكي.
ثم عُقدت ندوة بعنوان «الصحافة: مهنة على طريق الزوال؟».