ثقافة وفنون

المرايا*

‭}‬ عبير حمدان
كان طقسا خريفيا
سقط الزمن
سقطت الألوان
والحنين لبس سوادا مطرزا بالأبيض
نسيم الطريق السريع
اخترق قفصي الصدري
دخلت الريح قلبي
وتناثرت انفعالاتي!!
بكيت..
لا أدري
غمرني الضباب
رأيتك تضمني.. تخطف جنون الريح
وغابت أطراف الطريق السريع
غابت ملامحك..
حضورك غمامة عبرت
حبال البكاء
تعرّت أغصان الوقت..
اعتليت صمتي.. لأسمع صوت النحيب
في داخلي تعلو الكلمات وتذوي
في داخلي سكون محموم
في داخلي أنت.. وأنا
حكاية البداية والنهاية..
حكاية الأزل..
من ألقى بالثمرة على أرض قاحلة؟
فأزهرت..
من شرب كأس الخطيئة؟
من خلع رداء الفضيلة ومسح به زجاج الهواء؟
مرآتي تناثرت فانبتت حقولاً متموّجة مع صهيل السماء
وثماري أينعت ففاضت ظلالاً وارفة تمايلت لحلم البقاء..
لملمت الزجاج
فسالت كلماتي
خيطا رفيعا.. وأملا!!
كتبت هامشي الأخير.. أحبك
لكي أحب نفسي
حتى الحرف الأخير..
والرمق الأخير.. فأشرب كأس المرارة
وحطم رواية الأمس
خوفا من التماس الأمل
وحاول مسامرة الأزل
لترتشف كلماتي السابحة بين الزجاج
وصوري الباقية في أرواح المرايا

*القيت هذه القصيدة في مهرجان المربد ـ العراق عام 2002.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى