تحدّ أمام الإعلام اللبناني: هل ينجح في إقناع القمة العربية بأنها هي الهيئة الأصلح لتحديد موعد «اليوم العالمي للغة العربية»؟
} د. جورج جبور*
منذ إطلاقي يوم 15 آذار 2006 من منبر جامعة حلب فكرة «يوم اللغة العربية» وأنا أخاطب القمة العربية مطالباً بالتصدي لمهمة اتخاذ القرار.
تصدّت اليونسكو للمهمة. تابعت حتماً ما قامت به ألكسو من تحديد يوم. ثم أقنعت من أقنعت بأنها هي الهيئة الأصلح. أقنعت الكسو بإهمال يومها. واختارت يوم 18 كانون الأول موعداً.
هل استفادت من ضعف خبرة مندوبي الدول العربية لدى اليونسكو فأقنعتهم باختيار يوم جيد هو 18 كانون الأول، لكنه لا يرقى في مدلوله إلى مدلولات أيام اللغات الرسمية الأخرى؟
ربما.
وضعت السؤال أمام أحد مسؤولي إجازة يوم 18 كانون الأول. تبرّأ من المسؤولية. جعلها على عاتق مندوبي الدول العربية إلى الأمم المتحدة في نيويورك.
… ولا يزال يبحث عن قرار نيويورك الذي أرسل إلى باريس.
يوم اللغة العربية العالمي إذن بدأ في حلب فدمشق فدبي، لكنه لم يثمر في أيّ منها ولا في أية مدينة عربية أخرى.
أثمر أما في نيويورك أو في باريس.
كان ثمّة علة في القاهرة مقر جامعة الدولة العربية، أو علة في كلّ عاصمة عقدت فيها القمة العربية.
أليس اختيار عيد للغة العربية هو بالبديهة عمل هامّ لا يليق أن يتخذ بشأن تحديد موعده قرار إلا بالقمة؟
جمعت اللغة العربية الدول العربية في جامعة.
قمة الاهتمام باللغة العربية يومها. هو مهمة قادة الدول العربية مجتمعين في قمة.
هل ثمّة عربي عادي لا يشعر بأنّ تراثه الحضاري قد ظلم إذا قارن بين يوم اللغة الانجليزية ـ المقترن بشكسبير ـ ويوم اللغة العربية المقترن بجعلها إحدى لغات الأمم المتحدة الرسمية وهي اللغة التي بها تكلم الله في محكم تنزيله؟
توسّلنا بحرب تشرين المجيدة لجعلها لغة رسمية، وهي هي الغالية التي أكرمها الله بالقرآن؟
هل يمكن لأيّ مهتمّ باللغات أن ينكر، ولو كان ملحداً بالخالق، إنكار أنّ أول كتاب بالعربية إنما هو القرآن الكريم؟
بجهد مشكور من مندوب الإمارات تحقق أول مطلب لي في حلب ثم في دمشق ثم في بيروت: أن يكون للغة العربية يوم،
أما المطلب الثاني فأهمل.
أهمل أهمّ يوم في تاريخ اللغة العربية: «يوم كانت أو نزلت من السماء اقرأ».
أتابع المطلب الثاني منذ 2014، انطلاقاً من «دار الندوة»، في حميا الفكر بحمراء بيروت.
وها أنذا أجد نفسي ـ لظروف عائلية ـ في بيروت عشية انعقاد قمة جدة.
أليس من المنطقي أن أحاول الإفادة من إعلام بيروت الملحوظ عربياً على نطاق واسع لكي أحاول إقناع القمة العربية بـ:
1 ـ بحث بند عنوانه: «الموعد الأمثل ليوم اللغة العربية العالمي».
2 ـ التوافق المباشر في يومي القمة على موعد محدّد بالتقويم الميلادي لبدء التنزيل الشريف هو عند الأغلبية: 15 آب.
3 ـ إذا تابعنا الإدمان على الاختلاف فشكلنا لجاناً وأحلنا إليها وانتظرنا فقد خسرنا. فليقرّر قادة الأمة في قمة يوماً، وسيقبله الناس جميعاً إلا قليلاً قد يشذّ.
4 ـ فإن لم يتفق على 15 آب فلنحوّل الاتفاق إلى يوم مرتبط بعظيم عربي كـ المتنبي. ذكرت الاسم أمام من أقدر في مضمارنا هذا فأسأت إلى المتنبي إذ أمطره محدثي بأبشع اللعنات.
5 ـ ما اليوم البديل لـ 15 آب، أو لأيّ موعد آخر متفق عليه لبدء التنزيل؟ إنه يوم إطلاق الفكرة من جامعة حلب في 15 آذار. هل من يعترض؟ ربما اليونسكو. سياستها اللغوية محابية لسياسة فرنسا اللغوية. وتودّ الفرنكوفونية أن تشغل كلّ يوم في آذار. هنا في بيروت طالعت ذات يوم برنامج آذار الفرنكوفوني. إنه شأن يومي على مدى الشهر. إذن؟
6 ـ أما أن تكون القمة أقوى من الفرانكوفونية وتقرّ يوم 15 آذار وهذا ما أرجوه، أو…
7 ـ وقبل أن نصل إلى «أو» فلنقف عند «ما أرجوه» لماذا أرجو الاتفاق على 15 آذار؟
مجد شخصي؟ نعم. استحقّ.
ترسيخ ثقافة احترام الإبداع أمر مطلوب عربياً. لن أسمّي هيئات محترمة لم تفعل.
8 ـ وقد لا تكون القمة أقوى من الفرنكوفونية. فليكن موعد يوم لغتنا العالمي يوم ميلاد جامعتنا. أو يوم انعقاد قمة جدة. يفضل السعودية وبعثتها لدى اليونسكو اكتسب اليوم العالمي للغة العربية ألقه بل عالميته الحقيقية، عالمية تشعّ مجدّداً من نيويورك وأيضاً بفضل مندوبية الدولة التي فيها تعقد قمة عامنا هذا. واختم بتحية «مجمع الملك سلمان للغة العربية». هو الذي ـ كما استنتجت ـ بإشرافه أكرمت الأمم المتحدة بيوم اللغة العربية في 18 كانون الأول 2022.
*صاحب فكرة «يوم اللغة العربية».