استنكار عارم للعدوان الصهيوني الهمجيّ على غزّة: سيزيد الأمّة تصميماً على المقاومة حتى النصر الكامل
أثار العدوان «الإسرائيلي» الإرهابيّ الهمجيّ، فجر أمس، على قطاع غزّة والذي أدّى إلى استشهاد أكثر من 14 فلسطينيّاً بينهم ثلاثة من قادة «حركة الجهاد الإسلامي» ونساء وأطفال وسقوط أكثر من 20 جريحاً، موجة عارمة من الاستنكار والتنديد ودعوات لتصعيد المقاومة ضدّ قوّات الاحتلال.
وفي هذا السياق، دان رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي المجزرة وقال «ما حصل فجراً في قطاع غزّة يؤكّد بما لا يدع مجالاً للشك أنّ المستويين الأمني والسياسي في الكيان الإسرائيلي يمثّلان أنموذجاً متقدّماً لإرهاب الدولة المنظّم وهما من خلال هذه المجزرة، التي ارتكبت في لحظة سياسيّة، تتجّه فيها المنطقة العربيّة نحو لمّ الشمل العربي وصياغة جديدة لوحدة الموقف العربي حيال ثوابت الأمّة وفي مقدّمها القضيّة الفلسطينيّة وحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة وإقامة الدولة المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف، إنما يعبّر عن المأزق الذي يتخبط به الكيان الإسرائيلي».
وختم الرئيس برّي «أحرّ التعازي والتبريك لفلسطين، لمقاوميها و لحركة «الجهاد الإسلامي» ويبقى الخيار سواعد المقاومين وبأسهم هي اللغة التي يفهمها العدو الإسرائيلي».
واستنكر وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى في بيان العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وقال «مرّة جديدة يكشف الاحتلال الصهيوني بقصف القنابل ودويّ الطائرات عن طبيعته الإرهابيّة الإجراميّة. مرّة جديدة يُعلن أنَّ حقده لا يتوقّف عند حدود، فلا الطفولة يوفّرها سلاحه، ولا الشيوخ يرتدع عدوانه عنهم، ولا النساء بمأمنٍ من جرائمه. إرهاب يقتات بالأشلاء البشريّة ولا يفرح إلاّ برائحة الدماء».
أضاف «اليوم مرّةً جديدة أقام للدم مأتماً في غزّة، كما فعل في قانا قبلاً وفي كلّ بقعةٍ وصلت إليها همجيته. لكنّ الشهداء من عمق حتفهم يصرخون في وجوه الصهاينة: يا مجرمون حقنا سينتصر على إرهابكم وحياتنا على موتكم وبقاؤنا على زوالكم». وختم «الخلود للشهداء والعزاء لذويهم ولأهل غزّة وشعب فلسطين».
ونعى حزب الله في بيان «استشهاد القياديين الكبار في حركة الجهاد الإسلامي: الشهيد القائد جهاد شاكر الغنام، الشهيد القائد خليل صلاح البهتيني والشهيد القائد طارق محمد عزالدين الذين ارتقوا مع عائلاتهم إلى الرفيق الأعلى جرّاء العدوان الصهيوني الغادر على قطاع غزة».
وإذ أعرب الحزب عن «اعتزازه وافتخاره بنيل هذه الثلّة المجاهدة الطاهرة أرفع الأوسمة الإلهيّة بعد تاريخ حافل بالجهاد والصبر والمعاناة»، أكّد أنّ «قتل قادة المقاومة سيزيد أمّتنا وعياً ووحدة ويجعلها أشدّ عزيمة وصلابة وتصميماً على المضي في خيار الجهاد والمقاومة حتى تحقيق النصر الكامل»، معتبراً أنّ «ما قام به العدو الصهيوني من غارات وحشيّة استهدفت المجاهدين والنساء والأطفال هو جريمة موصوفة بحقّ الإنسانيّة تجسّدت فيها كل معاني الغدر والإرهاب وترويع الآمنين، وهو برسم كلّ المنظمات الإنسانيّة والدوليّة والحكومات وما يُسمّى بالضمير العالمي لاتخاذ المواقف والخطوات المناسبة في مواجهة هذا الإجرام المتمادي».
وأعلن تضامنه «الكامل مع «حركة الجهاد الإسلامي»، وتأييده «التام والصريح لكلّ الخيارات والخطوات التي تتخذها قيادة الحركة وفصائل المقاومة الفلسطينيّة لردع العدو الصهيوني وحماية الشعب الفلسطيني ومقدساته».
واتصل المنسّق العام لـ»الحملة الأهليّة لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة» معن بشّور بمسؤول حركة «الجهاد الإسلامي» في لبنان إحسان عطايا وبمسؤول العلاقات السياسيّة للحركة محفوظ منوّر، معرباً عن اعتزازه و»إخوانه في «الحملة» وفي سائر المؤسّسات الوطنيّة والقوميّة باستشهاد القادة الثلاثة للحركة على يد العدو الصهيوني، كما باعتزازهم بالمقاومة البطوليّة التي شهدتها نابلس القديمة في وجه محاولات الاقتحام الصهيوني».
واعتبر أنّ «على العدو أن يعلم، أنّ الشعوب تزداد صلابةً وإصراراً على المقاومة كلما استشهد لها أبطال من مجاهديها وقادتها وهذا الأمر ينطبق خصوصاً على الشعب الفلسطيني الذي لم يوقف اغتيال واستشهاد عدد كبير من قادته ومناضليه، على مدى قرن ونيّف من الزمن عن مقارعة المحتلّ بل وعن تصعيد مقاومته».
ولفت إلى أنّها «ليست المرّة الأولى يُقدّم هذا الشعب شهداءه القادة الثلاثة منذ الشهداء الزير وجمجوم وحجازي إلى الكمالين وأبو يوسف النجّار إلى أبو أيّاد وأبو الهول والعمري إلى العديد من الشهداء القادة من كلّ الفصائل».
ورأت لجنة المتابعة في «المؤتمر العربي العام» في بيان بعد اجتماعها الأسبوعي برئاسة المحامي خالد السفياني في التطورات بغزّة ونابلس «تصعيداً خطيراً من جانب حكومة العدو التي يضيق الخناق عليها من داخل مجتمعها من جهة، كما من تصاعد المقاومة ضدّها في الضفة الغربيّة، بالإضافة إلى أجواء المصالحات والانفراجات التي تشهدها العلاقات العربيّة – العربيّة وأخرها القرار بإلغاء تجميد عضويّة سورية في جامعة الدول العربيّة، بكلّ ما يعنيه هذا القرار من إعلان فشل المشروع – المؤامرة ضدّ وحدة سورية وسيادتها الوطنيّة والهادف إلى تمزيق مجتمعها ومصادرة خيراتها وتدمير بناها التحتيّة».
وإذ وجّه المجتمعون أعلى مشاعر الاعتزاز بشهداء غزّة وكلّ فلسطين إلى شعبنا الفلسطيني عموماً وإلى عائلات الشهداء وحركة الجهاد الإسلامي خصوصاً»، وجّهوا أيضاً التحيّة إلى سورية، شعباً وجيشاً وقيادةً «لصمودها البطولي مع أشقائها وحلفائها بوجه الحرب والحصار والعدوان والاحتلال على مدى 12 عاماً، مؤكدين الترابط بين ما يواجهه الشعب الفلسطيني من عدوان ومجازر، وما تواجهه سورية من حرب وحصار واحتلال».
كما توقف المجتمعون «أمام تمادي الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته على الشعب الفلسطيني، ورموزه، ومقدساته، ومؤسساته. حيث أقدمت قوات الاحتلال على هدم مدرسة «التحدّي 5» في بيت لحم، واستهدفت أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير القائد أحمد سعدات وعدد من رفاقه قادة الجبهة الشعبية ونقلتهم من سجنهم إلى جهة مجهولة، واستدعت رئيس الهيئة الإسلاميّة العليا، خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري في 8/5/2023، وحقّقت معه لمدة خمس ساعات وفرضت قيوداً على ظهوره الإعلامي، فيما يستعد الاحتلال لإحياء ذكرى احتلال كامل القدس في الأيام القليلة المُقبلة عبر فعّاليات تهويديّه أبرزها مسيرة الأعلام الإسرائيليّة».
ودعوا «إلى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، والتصدّي للاحتلال في كلّ ميادين المواجهة داخل فلسطين وخارجها، وتنفيذ حملة فلسطينيّة وعربيّة وإسلاميّة وعالميّة لرفع العلم الفلسطيني في الأيام القليلة المقبلة»، كما دعوا إلى «الضغط على دول العالم لرفع الغطاء عن كيان الاحتلال، وإسقاط عضويّته في كلّ المنظمات والمؤسّسات الدوليّة ومحاسبته على جرائمه».
ودعا المؤتمر مكوناته كافّة وعلى امتداد العالم العرب «إلى اعتبار الذكرى الخامسة والسبعين لاغتصاب فلسطين يوماً لإحياء الذكرى على مستوى الأمّة والعالم وتحت شعار «استقلالهم نكبتنا»، ورحّب المجتمعون بقرار الأمم المتحدة بإحياء ذكرى نكبة فلسطين للمرّة الاولى في مقرّها في نيويورك، مستنكرين بشدّة تصريحات رئيسة المفوضيّة الأوروبيّة أرسولا فون دير لاين التي أيّدت فيها الكيان الموقّت وأشادت بدوره .
ورأت «ندوة العمل الوطني» أنّ ما أقدم عليه العدو «الإسرائيلي» في غزّة «أقلّ ما يُقال فيه إنّه جريمة حرب بكلّ ما تعنيه صفة الإجرام»، معتبرةً أنّ «اغتيال القادة الشهداء، سيولّد الآلاف من قادة المقاومة الفلسطينيّة، وإنّ هذا العمل الإسرائيلي المجرم، لن يؤدي إلاّ إلى زيادة عزيمة الشعب الفلسطيني الجبّار والمقدام، على متابعة مسيرة نضاله ومقاومته ضدّ الاحتلال الاسرائيلي، حتى نيل حقوقه المشروعة كاملة».
واعتبر «تجمّع العلماء المسلمين»، أنّ «هذه العمليّة الجبانة، والتي أعلن العدو بعدها أنّه أغلق الحساب ستكون فاتحة لعمليّات كبيرة داخل الكيان الصهيوني ولن يُغلق الحساب حتى زوال الكيان الصهيوني».
وأكّدت «المقاومة الإسلاميّة في العراق» أنّه «بالرغم من كلّ الجرائم البشعة التي بات العدو الصهيوني يتلذّذ بارتكابها، لا يتزحزح إيمان المؤمنين بأنّ كلّ قطرة دم تُراق من نحور الشهداء تُعجّل بنهاية الطواغيت، وإنّ الكيان الصهيوني المَقيت لازال يعتقد واهماً بأنّ عدوانه الهمجي المتكرّر هو نصرٌ لكيانه الزائل، والحال أنّه تعجيلٌ في فنائه، واستنهاضٌ لروح المقاومة في النفوس، وتعميقٌ لتماسك الجبهات، واتحادٌ لفصائل المقاومة التي راهنوا كثيراً على انقسامها». وباركت «لفصائل المقاومة الفلسطينيّة الفذّة التحاق ثلّة من الشهداء بركب الأبرار»، آملةً الشفاء للجرحى والنصر للمقاومين واللعنة الدائمة على الصهاينة الغاصبين.