دبوس
فرّق تسد
مجرد ان أُعلن عن الاتفاق السعودي ـ الإيراني برعاية صينية، أبدت واشنطن بلسان وزير خارجيتها بلينكن استياءها وشعورها بالقلق، وكانت قبل ذلك قد تذمّرت مرّة تلو الأخرى من أيّ تقارب في المجال العسكري بين موسكو وبكين، أما حينما بادرت المملكة العربية السعودية بالتقرّب من دمشق قامت واشنطن بالتعبير فوراً عن استيائها من هذا التقارب…!
الخلاصة المرّة التي تُستقرأ من ردود فعل دولة الهيمنة الأنغلوساكسونية هي أنّ أيّ حركة أو توجه بين شعوب العالم للتآخي وللتقارب وللتعارف والتعاون، هي تصرف غير مرغوب فيه، بل ومستهجن من قبل قوى الغرب الأنغلوساكسوني، وفي الرأس منه أميركا، وأيّ فعل في اتجاه الاقتتال والتخاصم والصراع، هو شيء محبّب ومستساغ ولا غضاضة فيه، طالما انّ شعوب العالم في حالة قتال وخصام، فإنّ الوحش الأنغلوساكسوني سيجلس على مقعد وثير، حيث ينفث الدخان من سيجاره الكوبي الفاخر، ويتجرّع الجعة كأساً تلو الآخر، والفرحة والحبور يتدفقان من وجنتيه المحمرّتين من كثرة امتصاص دماء ضحاياه من شعوب العالم المستضعفة والمنكوبة بوجوده…
أقام الدنيا ولم يقعدها حينما جنحت السعودية للسلام مع اليمن، ونحّت السلاح جانباً، ومدّت يد التآخي والسلام للشعب اليمني الشقيق والجار.
إذن من سيشتري السلاح ببلايين الدولارات، ومن سيشغّل مصانع إنتاج تكنولوجيا القتل وسفك الدماء والتوحش، لقد قالها الوحش ومنذ زمن بعيد، وبالصريح من العبارة، وبدون مواربة وبلا خجل، فرّق تسد، فلسفة ومنهجاً لتدمير الشعوب، وجعلها تقتتل حتى الموت، كيما يتسنى لهذا الوحش، النماء والثراء والاكتناز والتكدّس، لن يكتب لنا البقاء والانتصار إلّا اذا أدركنا جادة الحق في إبطال تعويذات الغرب الشيطانية، وأرسينا قواعد السلام والمحبة والتعاون بين الشعوب المستضعفة، وشيّدنا صرح التعارف البنّاء، والتكامل والتشبيك لمنفعة كلّ بني البشر باستثناء ذلك القابع غرباً، والذي لا يحمل من الصفات الإنسانية إلا ذلك المظهر البرّاق، ولكنه في صميم فحواه، نقيض لكل ما يمتّ الى البشرية بصلة.
سميح التايه