آخر الكلام
عودة جامعة الدول العربية
إلى رحاب سوريةَ
} يكتبها الياس عشي
بعد أن عادت جامعة الدول العربية إلى الجمهورية العربية السورية، عدت إلى أوراقي القديمة. لفتني منها مقال، كتبته قبل سنوات، تحت عنوان «الأيام الجيدة والسعيدة»، وهذا نصّه:
أفكّر دائماً بالأيام الجيدة والسعيدة التي مرّت في حياة السوريين، ودائماً كنت أتساءل: هل يمكن أن تعود تلك الأيام وقد مات من مات، وقُتل من قتل، ودُمّر ما دمّر، وتهجّر الكثيرون، وتقطعت السبل بالكثيرين، ودُرستْ ملاعب الطفولة، وكذلك المدارس ودور العبادة، وتخلّفت السنونو عن رحلة الربيع المعتادة؛ فمنذ سنوات لم تزرنا سنونوّة واحدة! تُرى هل نسيت أسماء شوارع اللاذقية ودمشقَ وحلبَ وحمصَ وحماة والرقّةِ وأريافها؟ وهل نسيت عناوين البيوت، وأسماء أصدقائها الصغار الذين طالما نقرت نوافذهم وثرثرت معهم؟
أسئلة كثيرة راودتني كلّ يوم وأنا أراقب درب الآلام الذي فرضه آكلو لحوم البشر على الإنسان السوري، ودائماً كنت على يقين بأنّ سوريةَ هي وطن، وهي دولة، وهي أرض، وهي حضارة، وهي شعب، وهي إنسان، وهي ديوان شعر، وهي لم تتوقف يوماً عن الإبداع، ولن يستطيع أحد إلغاءها، اللهمّ إلّا إذا انتهى العالم!
وقبل أيام لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة جاءني الجواب عبر قرار جامعة الدول العربية بعودتها إلى سورية، وأدركت لتوّها معنى أن يستشهد المؤمنون بوقفات العزّ من أجل العودة إلى الأيام الجيدة والسعيدة التي عرفها السوريون لسنوات طويلة.
الآن، والسوريون يحتفلون بالنصر، ستعود العصافير إلى حدائق الأطفال، إلى نوافذهم، إلى ملاعب طفولتهم، وعلينا أن نهيّئ لها المكان المناسب لأيام جيدة وسعيدة.