أخيرة

نافذة ضوء

لا تَشْتُمَنَّ الدَهَر

‭}‬ يوسف المسمار*
لا تَشْتمنّ الدَهْرَ يا مَنْ أظلمتْ
في وجههِ الدُنيا وأصبحَ تائها

أنتَ الذي آثرتَ مَمْلكةَ الظلامِ
ولمْ تسرْ بهُدى الحقيقةِ والنُهى

وشرعتَ تُبحرُ في الغياهبِ واهماً
أن الظنونَ بها العُلى والمُنْتهى

فضللتَ في ظُلماتِ جهلكَ هالكاً
حيرانَ تَهْرفُ بالغواية والِها

تقتاتُ أوهامَ الشكوكِ مطارداً
سُحُبَ السَرابِ وما استغابَ وما وَهى

حتى اصْطَدمتَ بواقعٍ مُرِّ المَذاق
تَلبّدتْ فيه الهُمُومُ بسوئها

فمضيتَ تلعنُ لا تعي ماذا تقولُ
مُعَرْبداً ومُجَدّفاً مُتَولِّها

أنتَ الذي أخطأتَ يا هذا الذي
بالوهمِ عِشْتَ وكُنتَ غِراً تافها

فاقبلْ مصيرَكَ في الحياةِ مُعَذّباً
الذنبُ ذنبُكَ لنْ يفوزَ مَن التهى

فإذا أردتَ مِنَ الحياةِ كرامة ً
فانهضْ بنفسكَ جاهداً ومُواجِها

واعملْ لتحسينِ الحياةِ بهمةٍ
وعزيمةٍ لتَحِسَّ دِفءَ بهائها

فالفردُ في هذا الوجودِ خلية ٌ
عُظمى متى اتحدتْ بنوعِ أصولها

وبلا التوحُّد لا تدومُ، وتنتهي
بنفورها لشقائها وزوالها

في قطرةِ الماءِ التي في نَهْرها
سرُّ الحياةِ وموتُها بشرودها

يا أيّها المرءُ الذي أخطأتَ في
فَهْمِ الحياةِ ودَمَّرتكَ صِعابُها

لا الصَعْبُ كان من الحياةِ وإنما
الضُعْفُ في من ضَلَّ في بيْدائها

سرُّ النهوضِ إذا تَجَمْعَنَ فَرْدُها
والى الهُبوطِ إذا تَبَعْثرَ جَمْعُها

الفردُ يأتي للزوال ِ بدونها
وبها يَدومُ ويَرتقي بدوامها

لا تشتمنَّ الدهرَ وانهضْ فالنهوضُ
الى السعادةِ ماؤُها وهواؤُها

«النحنُ» في هذا الوجود حقيقة ٌ
بشمولها ارتقت الحياةُ ونورها

بالنورِ ننهضُ للأمامِ وللعُلى
إنَّ الحياةَ بطولة ٌ بنهوضها

نحنُ الحياة ُ ولا حياةَ بدوننا
ونهوضُها بنهوضنا ودوامها

يا أيها الإنسان إقرأ وافتهمْ
إن كنتَ تحلم أن تزورَ الآلها
*شاعر قومي مقيم في البرازيل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى