رائد أدب البحر مصوراً بريشة معرض سورية الدولي التاسع عشر للكاريكاتور
افتتح في دار الاسد للثقافة والفنون معرض سورية الدولي التاسع عشر للكاريكاتور في دورته التاسعة احتفاء برائد أدب البحر السوري حنا مينه وضمّ مشاركين من سبعين دولة حول العالم قدّموا لوحاتهم الكاريكاتيرية بتقنيات فنية جديدة ومعاصرة.
وتبارى المشاركون في تصوير الأديب مينا من رؤى فنية مختلفة صورت مواضيع أساسية حدّدها القائمون على المسابقة.
واستهلّ المهرجان بعرض فيلم وثائقي لسيرة مينا الأدبية ومشواره الطويل في الرواية وإعلان أسماء الفائزين بالمهرجان، حيث حصدت الجائزة الأولى موجميري ميهاتوف من كرواتيا، أما الجائزة الثانية فكانت من نصيب داركو درليجيفيتش من الجبل الأسود، في حين ذهبت الجائزة الثالثة لبير لوستامينا من رومانيا، ثم عرضت شهادات لبعض أعضاء لجنة التحكيم الدولية لفنانين من الدول الأجنبية.
كما تمّ تكريم كل من رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني ومدير عام دار الأسد للثقافة والفنون المايسترو أندريه معلولي بدرع الروائي الراحل حنا مينا، إضافة إلى لجنة تحكيم الأعمال المشاركة في المهرجان وهم الفنانون التشكيليون موفق مخول وحسن إسماعيل وبشرى الحكيم والناقد المسرحي جوان جان، إضافة لقائد الأوركسترا المايسترو نزيه أسعد، تلاها عرض فيلم قصير صامت بعنوان الحياكة.
واستمرّ الحفل على وقع الأوركسترا التي قادها المايسترو نزيه أسعد لتقدّم مقتطفات من شارات الأعمال الدرامية التي كتبها حنا مينة، إضافة إلى مقطوعات موسيقية من وحي الحدث، مروراً ببانوراما غنائية عن التراث السوري والبحري.
وأوضح مدير المعرض رسام الكاريكاتير رائد خليل أن الهدف من المعرض على مدى الأعوام التسعة عشر التي أقيم بها تسليط الضوء على قامات إبداعية سورية أثرت في الحركة الثقافية السورية ورحلت، وتصدير إبداعاتهم ونتاجاتهم الفنية إلى دول العالم.
ونوّه رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني إلى العلاقة الوطيدة والترابط بين أصناف الفنون والقواسم المشتركة بين الكلمة واللوحة والموسيقى، وقال: “إن هذا المعرض يعكس تجذر العلاقة بين اللوحة والكاتب”.
وأضاف الحوراني: “لا يمكننا القول إن هذا الفن يستحوذ على الجانب الفكاهي، بل يستثمر السخرية لتكون لاذعة ومرة، وتخبئ خلف الأدوات الملموسة رمزيات وإيماءات عميقة”.
ولفت جوان جان، عضو لجنة التحكيم، إلى أن فن الكاريكاتير فن إنساني ويُعنى بقضايا الإنسانية بالدرجة الأولى، وأن الأعمال المشاركة في المسابقة لامست هموم وانكسارات الفرد.
وأشار المايسترو نزيه أسعد عن الشق المتعلق بالتأليف الموسيقي إلى المزيج الذي حققته الموسيقى وفن الكاريكاتير لصياغة المشهد، لتتماهى مع الأديب المحتفى به، قائلاً: “على اعتبار أن فن الكاريكاتير من النوع السهل الممتنع والمعقد إلى حد ما، فاختيار الموسيقى كان للتخفيف من حدة تفسيره وترك إجابات حول الاستفهامات التي يطرحها وخلق اتفاق روحي بين الصورة والصوت”.
في حين رأى الناقد والإعلامي نضال قوشحة أن الفن موحد ولكنه يملك أشكالاً عديدة، قائلاً: «من الرائع أن نشاهد الكاتب والروائي حنا مينة بلوحات رسمت بريشة فناني الكاريكاتير، ولا سيما أنه عرف جاداً وذا وجه عابس».
وأشار إلى أن هذا المهرجان بات علامة فارقة في المشهد الفني السوري، حيث استضاف قامات فنية وأدبية من أعمدة الثقافة والأدب، الأمر الذي يشعره بالحماس تجاه هذا المشروع.