في سلسلة ندوات افتراضية تقيمها عمدة الثقافة والفنون الجميلة/ محاضرة للعميد نهاد سمعان بعنوان «الصراع مع اليهود… الأسباب والدوافع»
في سياق الندوات الفكرية التي تقيمها عمدة الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، عقدت ندوة عبر تطبيق “زووم”، بعنوان “الصراع مع اليهود.. الأسباب والدوافع” تحدّث فيها العميد ومنفذ عام حمص نهاد سمعان.
أدار الندوة عميد الثقافة والفنون الجميلة الدكتور كلود عطية، وكانت له كلمة حيّا فيها شهداء مجزرة حلبا، حيث تزامن انعقاد الندوة مع تاريخ ارتكاب المجزرة.
وأكد عطية أنّ اليهود غزاة وقد احتلوا أرضنا بالغطرسة والعدوان والإرهاب، وأطماعهم لا تنحصر بفلسطين، بل تطال كلّ أمتنا السورية، ولذلك فإنّ صراعنا معهم هو صراع وجوديّ، تخوضه أجيالنا جيلاً بعد جيل، حتى زوال الاحتلال عن أرضنا.
واستشهد عطيّة بما قاله سعاده في خطاب أوّل حزيران عام 1949: “إنّ محق الدولة الجديدة المصطنعة هو عمليّة نعرف جيداً مداها. إنها عملية صراع طويل شاق عنيف يتطلب كلّ ذرة من ذرات قوانا لأنّ وراء الدولة اليهودية الجديدة مطامع دول أجنبية كبيرة تعمل وتساعد وتبذل المال وتمدّ الدولة الجديدة بالأساطيل والأسلحة لتثبيت وجودها”.
ثم تحدث العميد نهاد سمعان، فتضمّنت محاضرته عدة محاور، استفاض في شرحها من خلال الوثائق والمستندات والنصوص، ليؤكد بأنّ صراعنا وجودي مع العدو اليهودي، لأنّ هذا العدو «يقاتلنا في ديننا وأرضنا وحقنا»، وبيّن عمق هذا الصراع من خلال استعراض نصوص توراتية يؤمن بها اليهود، لا سيما نسخة التوراة السبعينية التي كتبت في الاسكندرية في زمن بطليموس الثاني.
ومن النصوص التوراتية التي أوردها العميد نهاد سمعان في سياق محاضرته وتشكل أدلة دامغة على أطماع العدو اليهوديّ وعنصريته وعدوانيته، ما جاء في «سفر الخروج».
ـ «إذ قال الرب إنّي قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر وسمعت صراخهم من أجل مسخريهم. إني علمت أوجاعهم. فنزلت لأنقذهم من أيدي المصريين وأصعدهم من تلك الأرض إلى أرض جيدة وواسعة. إلى أرض تفيض لبناً وعسلاً. إلى مكان الكنعانيين والحثيين والآموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين» (أي سورية ومن ضمنها لبنان وفلسطين).
«احترز من أن تقطع عهداً مع سكان الأرض التي أنت آتٍ إليها لئلا يصيروا فخاً في وسطك. بل تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم».
وإلى ما ورد في «سفر التثنية»
«اسمع يا إسرائيل أنت اليوم عابر الأردن لكي تدخل وتمتلك شعوباً أكبر وأعظم منك ومدناً عظيمة محصّنة إلى السماء. قوماً عظاما وطوالاً بني عناق الذين عرفتهم وسمعت مَن يقف في وجه بني عناق. فاعلم اليوم أن الرب إلهك هو عابر أمامك ناراً آكلة. هو يبيدهم ويُذلهم أمامك فتطردهم وتهلكهم سريعاً كما كلمك الرب».
وأصرّ على أن يفرغوا الأرض من أهلها ووضح الأسباب حين قال:
وإلى ما ورد في «سفر العدد»
«وإن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكاً في أعينكم ومناخس في جوانبكم ويضايقونكم على الأرض التي أنتم ساكنون فيها».
وإلى ما ورد في «سفر يشوع»
«وأعطيتكم أرضاً لم تتعبوا عليها، ومدناً لم تبنوها وتسكنون بها، ومن كروم وزيتون لم تغرسوها تأكلون».
بعدها، قدّم العميد نهاد سمعان عرضاً تاريخياً حول الصراع الوجودي شمل كلّ المراحل التاريخية منذ سرجون وسنحاريب إلى نبوخذ نصر وحتى يومنا هذا، مشيراً إلى أنه منذ مؤتمر بال مروراً بوعد بلفور وحتى الساعة لم نستطع تحديد نهاية للصراع، إلا أن هذه النهاية آتية بكل تأكيد وهي مقرونة بنهاية كيان الاحتلال وزواله عن أرضنا.
يُذكر أنّ نص المحاضرة القيّمة سيُنشر كاملاً في كتاب سيصدر لاحقاً عن عمدة الثقافة والفنون الجميلة.