نافذة ضوء
قَدرُ الفهيمِ بأن يَكونَ مُعَلِّما
} يوسف المسمار
لا تقبلنَّ مِنَ الغشيمِ نصيحةً
إنَّ التَشَبُّهَ بالغشيمِ هُوَ العَمى
واقبلْ بتوجيهِ الفهيمِ لأنهُ
للعاشقينَ الفَهْمَ كانَ البَلْسما
نُصْحُ الغشيمِ على الغوايةِ قائمٌ
والى الخرابِ الغُشْمُ يبقى المَعْلما
أما الفَهيمُ فَنُصْحُهُ أبداً إلى
ما يَجْعلُ الإنسانَ يَفْهَمُ بالوَما
نُصْحُ الغشيمِ تَفَرُّدٌ بغَبَاوةٍ
أما الفهيمُ فبالتَجَمْعُنِ قدْ سَما
“النحنُ” إنسانُ الوجودِ وكُلُّ ما
ساءَ الوجودَ يَظلُّ وهْماً مُبْهَما
في الأرضِ كانَ وجودُنا ونَماؤُنا
وبدوننا لا تَعْرِفُ الأرضُ النَما
قَطْبانِ نَبْدو والحقيقةُ وحدة ٌ
فإذا افترقنا فالوجودُ تحَطَّما
سِرُّ السعادةِ في الشعوبِ إذا ارتقتْ
وتألقتْ فيها الحقوقُ لتَنْعما
فعلى التفاهمِ والتفهُّمِ قدْ رَسَتْ
أسُسُ الحضارةِ والسُموُّ تَرَسَّما
قَدرُ الفهيمِ بأن يَظلَّ مُنَوِّراً
للعالمينَ ومُرْشِداً ومُقَوِّما
لا يَحْبسُ الزهْرُ العُطورَعن الرُبى
أو تَحْجبُ الشمسُ الضياءَ عن السما
فالنَبْعُ إنْ حَبَسَ المياهَ تعَفَّنَتْ
أحشاؤُهُ والماءُ فيهِ تَسَمَّما
والفَجْرُ لا يَخْشى الظلامَ وعَتْمهُ
ومِنَ المحالِ النورُ يُصْبح مُظلما
الغُشْمُ في هذا الوجودِ تَقَهْقُرٌ
والفَهْمُ كانَ ولا يزالُ تَقَدُّما
فَهْمُ الوجودِ كما يليقُ وينبغي
لسلامةِ الوعي السديدِ قد انتمى
نَحْنُ الألى كانَ التحَضُّرُ فَتْحُنا
هيهاتِ نَرْضى بالغَباوةِ والعَمى
بالوعي نَصْعَدُ بالبناءِ الى السما
وبِفَهْمنا الراقي نُعَلّي السُلَّما
*شاعر قومي مقيم في البرازيل.