أولى

ردع الأعلام بالتوازي مع ردع الصواريخ

قد يكذب قادة الكيان على جمهورهم ويستغلون غباء مريدي الجماعات المتطرفة لإبلاغها بأنهم حققوا إنجازا بتنظيم مسيرة الأعلام في القدس، لكن لن يفوت كل منتبه ملاحظة أن حكومة بنيامين نتنياهو سارت على حافة الخط الأحمر الذي تعلم أن المقاومة رسمته حول المسجد الأقصى وقد تعلمت من حكومة سلفها يائير لبيد وشريكه نفتالي بينيت التمييز بين مسيرة الأعلام في القدس والتقرّب العدواني من المسجد الأقصى، وهو الخط الأحمر الذي قرّر نتنياهو تجاوزه عام 2021 فواجه معركة سيف القدس وهزم فيها، مع إعادة رسم قواعد الردع من قوى المقاومة، وإعلان محور المقاومة أن الاعتداء على الأقصى يفجر حرباً إقليمية.
التباهي بإنجاز وهمي هو تنظيم مسيرة الأعلام في شوارع القدس، يحتاج إلى تدقيق، فقيمة ومنطلق المسيرة هو القول بأن القدس باتت موحدة بصفتها عاصمة الكيان، فهل تعبر المسيرة عن هذه الصورة، عندما يكون رفع علم الكيان في شوارع القدس يستدعي إعادة احتلالها مرة ثانية، وما قيمة هذه المسيرة إذا كانت تعني سيطرة على القدس ليوم في السنة وبقائها 364 يوماً مدينة فلسطينية، وخلال كل فترة الاحتلال فشل الكيان فشلاً ذريعاً في تغيير هوية القدس، أو في إغراء وترهيب الفلسطينيين ليقوموا بمغادرتها أو بيع ممتلكاتهم فيها، ويوماً بعد يوم تضعف القدرة الإسرائيلية على مجرد التفكير بتهجيرهم منها قسراً.
مقابل رفع الأعلام في القدس خرج الفلسطينيون شرق غزة يرفعون أعلام فلسطين، ورغم بلوغهم الشريط الشائك ورفع أعلام فلسطين عليه لم يتجرأ جيش الاحتلال على إطلاق النار، والأهم أن الفلسطينيين خرجوا بالمئات في بلدات ومدن ومخيمات الضفة يساندون القدس برفع الأعلام الفلسطينية بالمئات والآلاف في جنين ونابلس وسواهما، ولكن جيش الاحتلال تجاهل المشهد خشية أن يؤدي أي تصادم مع حملة الأعلام الى حدوث المثل في القدس.
اضيف بالأمس الى ردع الصواريخ التي تحمي القدس ردع الأعلام الفلسطينية في مواجهة رفع الأعلام الصهيونية.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى