رفع سقف التصعيد… أوروبا والأطلسي وروسيا
} رنا العفيف
تطور كبير في المشهدية الأوكرانية، أتى على وقع عودة الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى كييف، حاملاً معه وعوداً جمة، وروسيا ترسل حقبة من الرسائل إزاء الهجوم المكثف على روسيا الذي طال العمق الروسي فما هي الرسائل التي أردات روسيا إيصالها للأطلسي والغرب وأي حسابات ينتظرها؟
طبعا أعلنت روسيا بأنها استهدفت منظومة باتريوت الأميركية في كييف، وأنها أسقطت صواريخ بريطانية جديدة، أتى ذلك رداً على إمداد الغرب بالأسلحة، إضافة إلى الردّ على الهجمات الأوكرانية التي طالت العمق الروسي، فكان هذا الردّ جزء على الهجمات الأوكرانية على الكرملين وبالتالي هذا التصعيد هو نتاج الخلطة الغربية التي ترفع سقف تورّط الأطلسية لإطالة أمد الحرب، لا سيما أنّ روسيا كانت تدرك تماماً وتتوقع أنّ الصواريخ البريطانية الجديدة ستسبّب مشاكل عدة خاصة أنّ روسيا لم تتعرّض للاستهداف لنقل منذ سنة تقريباً، وما يجري يحاكي ما تحكيه موسكو ضمن استهداف كييف لربما ستكون محط أنظار دائم للضرب خلال الحرب الدائرة، وذلك من خلال القرار الروسي الذي اتخذ بتوجيه ضربات على مدن متنوعة في أوكرانيا تطال العاصمة، أيّ أننا سنكون أمام عدة جولات تصعيدية حسب ما عرف من مصادر مطلعة أنّ القرار اتخذ بتوجيه ضربات صاروخية على مراكز، وهذا ليس مستبعداً لطالما أنّ أوكرانيا هي الوجه الآخر للغرب وللأطلسي، وقد تكون كييف هي المدينة المستهدفة وهذا ربما واضح للمراقبين والخبراء الذين يواكبون التطورات في هذة المشهدية، وذلك لما تطرقت إليه صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية وقالت إنّ الصواريخ بعيدة المدى الجديدة والطائرات الهجومية من دون طيار والدبابات وغيرها من المركبات التي تمّ تأمينها من الحلفاء الأوروبيين في الأيام الأخيرة ستلبّي الكثير لأوكرانيا لأنها لن تشمل كلّ مطالب الأسلحة التي قالت كييف إنها بحاجة إليها لشنّ هجوم مضاد .
وبالتالي رسائل روسيا تكون بذلك للأكثر حماساً، وطبعاً المقصود هنا الشق المتعلق بالتسليح، والمعني بذلك بريطانيا التي تبدو أكثر حماساً بتزويد كييف بمنظومات من الأسلحة الدفاعية، ولا نختلف هنا على أنّ الحرب التي تخوضها روسيا هي مع الغرب والأطلسي وأنّ أوكرانيا مجرد أداة أو وسيلة ملحة للضغط على روسيا لأسباب منها دولية ومنها اقتصادية أو بمعنى مختصر لأسباب باتت معروفة لدى الجميع وما يتعلق بالتوتر بينها وبين الولايات المتحدة التي تزعم اليوم غرس أنيابها بقوة لتلوي ذراعها عبر سياسة الاغتيال أو العمليات العسكرية التي تزوّد بها أوكرانيا وتمدّها بالعتاد والمنظومات الدفاعية التي توفر لها مساحة تتعلق بأرض واقع المعركة، إذ هناك تقارير غربية تتحدث عن ذلك منها الهجوم الأخير الذي وصفته بالكبير على أوكرانيا علماً انّ حلفاءهم في الأطلسي وصفوها خلال أشهر بـ «هجوم الربيع»، وتسرّب بعضاً من المعلومات حول هذا الهجوم من وزير الخارجية الأوكراني، وقال إنّ بلاده ستحصل على أسلحة وقدرات عسكرية تمكن أوكرانيا من إغلاق مجالها الجوي أمام الهجمات الروسية عبر كاسح للجيش الأوكراني، وهذا يدلّ على أننا مقبلون على مزيد من التصعيد بعدما أتى زيلينسكي من جولته الأوروبية المزودة بالشحنات الصاروخية، ولا أعتقد أنّ روسيا ستقع بهذه المصيدة التي بعث بها الغرب بنفخيخ زيلينسكي وإرساله إلى أوكرانيا وفي جعبته مصيدة أميركية للإيقاع بالدب الروسي الذي يداعب الغرب عسكرياً بالقدرة الفكرية والعسكرية بإقدامه على خطوات مماثلة بالرغم من أنها لا ترغب بإثارة الفوضى العسكرية ولكن ما يلزمها هو غباء الرئيس الأوكراني وهذا ربما له تحوّلات نوعية خاصة بعد أن شاهدنا العديد من المنظومات الدفاعية التي تحصّن أوكرانيا من كلّ حدب وصوب فكيف ستكون نتائج التصعيد الغير مرغوب بها لدى روسيا، وكيف ستتصدّى أوكرانيا للأهداف الروسية في الجولة المقبلة بعد أن وصف مسؤولون أوكرانيون الهجوم الروسي بأنه الأضخم والأكثر تعقيداً على العاصمة الأوكرانية، فيما أعلنت موسكو تدمير منظومة باتريوت في كييف فماذا بعد…