دبوس
الملك المتقشّف!
لم يبقَ أمام أولئك الذين يتفنّنون، ولأسباب ترويجية، في محاولة إظهار مدى البساطة والتواضع والأريحية التي يتمتع بها ملك الأردن وعائلته، من خلال إظهارهم تماماً مثل العائلات المتواضعة، المتوسطة الحال، وهم يجلسون الى مائدة الإفطار، فيغمّسون الحمّص والفول، ثم وفي مكان آخر، يقوم جلالته، تماماً كأيّ شخص متواضع الحال، وهو ينشّ على الباربيكيو بيديه الكريمتين المتواضعتين…
لم يبقَ أمام هؤلاء الترويجيّين لبضاعة كاسدة، سوى ان يجلسوا الملك في الكراسي الخلفية في أحد باصات المواصلات، ليتنقل من مكان لآخر بسبب عدم امتلاكه لسيارة خاصة، أو أن يصوّروه وهو يقف بالدور لإتمام احدى المعاملات أمام إحدى الوزارات!
تخّنتًوها، لم لا يبيّنوا للناس بالأرقام التي لا تكذب، كم هي مصاريف العائلة الحاكمة المالكة، وكم يكلّف كلّ قصر لأحد الأمراء، او لأحدى الأميرات خزينة الدولة، أو ما هي أنواع السيارات والطائرات الخاصة التي يتنقلون بها، وما هي أملاكهم في أوروبا وأميركا من قصور وعقارات ومزارع؟
لم نعرف ما كان يملكه الملك الراحل، الحسين بن طلال، إلا بعد وفاته، والجلبة التي أثيرت حينما تقاسمت الملكة نور وأولادها الثروات والعقارات والممتلكات بمئات الملايين في جميع أنحاء العالم…
في آخر مرة ذهبت فيها الى الأردن قبل قرابة العشر سنوات، كان حديث الناس إذّاك عن رغبة صاحبة الجلالة رانيا العبدالله إقامة حفل عيد ميلاد لصديقتها الممثلة الأميركية أنجلينا جولي تكريماً للصداقة، والتي كانت ستكلف مبلغ 10 ملايين دولار، يا بلاش! والناس في الأردن لا يجدون ما يقيم أودهم!
المصيبة انّ هذه المسرحيات الكوميدية غالباً ما تنطلي على الغالبية الساحقة من الناس، وينجح مروّجو هذا الهراء في أغلب الأحيان في تزوير الحقيقة والعبث في مقدرة الناس على تبصّر ما الذي يحدث…!
سميح التايه