أخيرة

نافذة ضوء

من سورية نحو الإلهِ المَعـَبرُ
‭}‬ يوسف المسمار*

 

قـل للذينَ تـغـطـرسوا وتجـبـَّروا
وإلى الذينَ على الخيانة ِ خـُدِّروا
ماذا جـرى لعـقـولكمْ فـتعـطـلـتْ
واجـتاحـها الخـَبَـلُ الكريهُ الأقـذرُ
خـَمـّنـتـمُ العـدوانَ نهـجَ تـفـوّق ٍ
وظـنـنـتمُ الخـُبثَ البغـيضَ يُعـَمِّـرُ
واخـترتمُ الإفـسادَ حـيلة َغـدركـمْ
لتـخـَرّبوا، ولتفـجـروا، ولتـغـدروا
وملأتـمُ الـدنـيـا بشـرِّ فسادكـمْ
حتى يسـودَ بـبغـيه ِ المـتـَجـبِّـرُ
ما أنـتـمُ إلا َّ حـثـالـة فـتـنـة ٍ
لـمْ يـبـقَ منها الا َّ شـرٌ مـُنـْكـَرُ
فالشامُ فـَوّارُ الحضارة ِ والعُـلى
ومـدى الحـضارة بالقلوب مُسوَّرُ
وسما الأعالي لا يَطالُ تُـخومَها
إلا الذينَ ذرى الأعالي شَجـَّروا
هذي هي الشامُ التي كانت وما
زالـتْ بـروجَ المستحـيـلِ تُـدَمـِّرُ
هذي هيَ الشامُ التي في سورية
نـَـبـضُ الحياةِ الخافـقُ المتعـبقـرُ
لولاكِ يا شامُ، الهـداية ُ أمحلـتْ
في الأرض ِ وانطفأ المنارُ الأنـورُ
لولاكِ ما كانتْ لتبقى خـفـقـة ٌ
للحق ِ تَـخـتـرقُ العصورَ وتَهـدرُ
إلاَّك ِ لن يـبني الحـياة َ مـحبة ً
ويظـل أســرارَ الألـوهة ِ ينشرُ
إلاَّك ِ سـوريـة، محالٌ، يـرفـعُ
الإنسـانَ لله ِ العـليِّ مُـبـَشـِّـرُ
فـلـقـد بـدأت ِ منارة ً ورسالة ً
مُـثلى لكـل ِ العالمينَ تُحـَضـِّرُ
فاخـتارَ ربّ ُ الكائناتِ لك ِالعُـلى
وطـنا ً بألوانِ الفـضائـلِ يُزهـرُ
مـنك ِالمسيحُ الى السماء ِ صُعودُهُ
ومُـحَـمّـدٌ أيضا ً دعـاهُ الأكـبَـرُ
فاذا الطـريـق الى العـلاء ِ بـدايةً
ونهـايـةً من ســورية تـتـقـررُ
من رامَ آفاقَ الضياء ِ فسورية
فـيها ومنها للضيـاءِ المَـصـدرُ
من رام أن يحيا الحياة َ كريمة ً
فـبسورية معـنى الكـرامةِ يكبـرُ
من رامَ أن يبني البلادَ عزيزة ً
من سورية أسسُ البناءِ تـُصـَدّرُ
من رام علما ً هاديـا ً ومُـباركا ً
عـِلمُ الهُـدى من سورية يتـفـجَّـرُ
من رامَ عبقرة َ الفـنون ِ فسورية
ستـظـلُ عـَبـقـرة َ الفـنـون ِ تُـطَـوِّرُ
من شاءَ مـعـرفة َ الإلـهِ فَسورية
منها الى عـرشِ الإلـهِ المَـعـبَـرُ
مـجـدا ً لسـوريِّـة المجـيـدة ِ دائـما ً
فيها المـحـَجّ ُ لكل من لا يـصـغـرُ
طـوبى لسـوريـَّة، فان شُــمـوخهـا
قـَـدَرٌ مـدى التـاريـخ ِ لا يتـزوَّرُ
قـل للذينَ الى الجـرائم ِ خَـطـّطوا
والى الحقارةِ والغباءِ تـجرجـروا
يا أيـهـا الشُـذاذُ خـاب رجاؤكمْ
سُــوريَّـة ُ الأمجـادِ لا تـتـقـهـقـرُ
أبـدا ً سـتحـيا بالكرامة ِ سـوريـة
وعلى البـغـاةِ المُجرمين ستُـنـْصَرُ
وستـجـعـلُ الـدنيـا ملاعبَ عـزة ٍ
وبـهاءَ ملحمةِ الخـلـودِ تُـقَـرّرُ
هيهات ينـتـصرُ الظـلامُ ونـورُنـا
قِـيَـمَ الهـدايةِ والبطـولةِ يَنـشرُ
أبــدا ً دلـيـلُ حـيـاتـنا عـنـوانه:
إنَّ الهـداية َ في الحياةِ الأخيـرُ
روحُ البـطـولة بالهـدايةِ فخرُها
وكذا الهدايةُ بالبطـولـةِ تَـفخـرُ
من سورية بَـدأَ الطريقُ الى السما
وبســورية قِـيَـمُ السماءِ تُـنَـوّرُ
*شاعر قومي مقيم في البرازيل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى