دردشة صباحية
ماذا تعني كلمة «أدب»؟
يكتبها الياس عشّي
كلمة «أدب» عنت في العصر الجاهلي الدعوة إلى الطعام، فطرفة بن العبد يقول:
نحن في المشتاة ندعو الجفّلى
لا ترى الآدبَ فينا ينتقر*
ومع بداية الدعوة الإسلامية عنت التهذيب، وثمة حديث شريف يقول: أدبني ربي فأحسن تأديبي. والمعنى: هذبني ربي فأحسن تهذيبي.
مع بديات العصور اللاحقة، وعلى التحديد في العصرين الأموي والعباسي، أخذت كلمة «أدب» معنى التعليم، وأطلق على المعلم اسم المؤدّب. ويقول الجاحظ: «ذُكرت للمتوكل لتأديب بعض ولده»…
ولم تتخذ لفظة «أدب» المعنى المتعارف عليه اليوم، أيّ أنه جملة ما ينتجه الكتّاب شعراً ونثراً، إلا في عصر النهضة.
لاحظوا معي هذا التدرّج:
في الدعوة إلى الطعام فخر بالكرم وهو موقف أخلاقي، وفي الحديث الشريف خروج اللفظة من معناها المادي إلى المعنى التجريدي القائم على الأخلاق الكريمة.
وإذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك، فعلى الأدباء أن تكون مكارم الأخلاق، وحسن الذوق، ودماثة الخلق، هي العناوين البارزة للأدب المعاصر.
المشتاة: أيام الشتاء.
ينتقر: يدعو الجميع ولا يفرّق بين هذا وذاك.