تكريم السفير السابق جعفر معاوية في بعلبك برعاية المرتضى وحضور «القومي» /
الأمين علي الحاج حسن: نشهد اليوم انتصاراً محققاً لقوى المقاومة ونرى عودة العرب إلى عروبتهم ولو متأخرين/
الوزير المرتضى: لبناءِ نظام لبنانيّ قانونيّ متطوّر… وبكتابة السفير معاوية تجربته نقرأ يومنا وغدنا/
} النائب الحاج حسن: تكريم لمسيرة طويلة تعليماً ودبلوماسيّة وثقافة وإنماء /
} النائب زعيتر: عنوان لأبناء الفقراء وأبناء الأطراف التي بقيت على هامش النص الرسمي/
} مصطفى أبو إسبر: الثقافة ذات الطابع والمضمون الديمقراطي الحضاري الموجّه جوهريّة في بناء الإنسان وتطوير المجتمع وبلورة الوعي الإنساني/
أقامت جمعية «أهل الحرف الثقافية» وجمعية «النشء الجديد الخيرية» حفل تكريم للسفير السابق جعفر معاوية برعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، في قاعة «مركز باسل الأسد الثقافي الاجتماعي» في بعلبك.
حضر حفل التكريم وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ إلى جانب منفذ عام بعلبك عباس حمية، عضو لجنة منح رتبة الأمانة فداء حمية، ناموس منفذية بعلبك يوسف برو، وناظر الإذاعة – مدير مديرية بعلبك فادي ياغي وأعضاء هيئة المديرية وجمع من القوميين.
كما حضر رئيس “تكتل بعلبك الهرمل” النائب الدكتور حسين الحاج حسن، النائب غازي زعيتر، النائب السابق كامل الرفاعي، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلاً برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، ممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل القاضي، الدكتور الشيخ عبدو قطايا، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق شحادة ممثلا برئيس بلدية حوش تل صفية عباس معاوية، رئيس بلدية مقنة فواز المقداد، رئيس المركز الدكتور عقيل برو وأعضاء الهيئة الإدارية، وفاعليات ثقافية وسياسية واجتماعية تربوية.
كلمة جمعية “أهل الحرف الثقافية”
استهلّ الحفل بكلمة رئيس جمعية “أهل الحرف الثقافية” الأمين الدكتور علي الحاج حسن، قال فيها: “جئنا اليوم لنتكرّم بحضوركم وبرعاية معالي وزير الثقافة، لنكرّم معاً الصديق السفير المحتفى به، ونحن نحمل جراحاتنا الوطنية عبر تاريخ لم يسلم من جور الاستعمار والعدوان الصهيوني”.
وعدّد الأمين الحاج حسن في كلمته أحداثاً ومحطات في شهر أيار، لافتا إلى أن أوله عيد العمل المقتول بالعطالة المدبّرة والمسيّسة لتهجير الشعب وتحييده عن المقاومة، وفي الخامس منه حفرت العقارب في لبنان جحورها، وفي السادس ذكرى الشهداء الذي قتلهم الاحتلال التركي العثماني المشانق، وما هو مؤسف أن بعض اللبنانيين والنافذين منهم يتضامنون مع العثماني المستمر بعدوانيّته على بلادنا.
وقال في السابع عشر من أيار 1983، كان اتفاق العار الذي أسقطه المناضلون المقاومون بدمهم مسطّرين ملاحم بطولة شهدتها بيروت وكل لبنان.
وفي الخامس والعشرين منه عيد المقاومة والتحرير، وتقهقر العنجهية الأميركية والعدوان اليهوديّ أمام صمود ومقاومة شعبنا في فلسطين.
وتابع قائلا: ها نحن نشهد اليوم انتصاراً محققاً لقوى المقاومة ونرى عودة العرب إلى عروبتهم ولو متأخرين.. غير أن لبنان لا يزال أسير العثمنة والفرنسة والأمركة والتغريب ومحكوماً بالمذهبية والطائفية البغيضة تحت عنوان ديمقراطية التوافق التي تمعن في ظلم الشعب والاستبداد به وتجويعه ونهبه بتكافؤ الفرص المذهبيّة وباسم شرعية مزيفة وعلى حساب الوطن.. الوطن الذي نحيا له ونموت من أجله ونقاوم لينتصر..
وختم: من سناء محيدلي الى بلال فحص وهادي نصر الله ولولا عبود ومناع قطايا نحن على ما نحن، مقاومة ظافرة لا تهدأ ولا تستكين حتى تحقيق النصر.
كلمة وزير الثقافة
وألقى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى كلمة جاء فيها: «السفير جعفر معاوية الذي اجتمعنا اليوم حول حضوره الملتحم بمعنى العطاء والبناء، كي نقرأَ في سيرة رجل التعليم والحقوق والاقتصاد والدبلوماسية، أبجدية العطاءِ اللبناني التي حروفها مواد بناء، ومعانيها واحدة في نشر الخير اللبناني على كل بقعةٍ تصل إليها ألوان الأحمر والأبيض والأخضر، فإن السفير المحتفى به، منذ انصرافه إلى التعليم في البدايات، أراد أن يكون عطاؤه بانياً للنفوس الطريّة بالمعرفة، فإذا بالقدر ينقله إلى عطاء وبناء من نوع آخر، هو تشييد الحضور اللبناني العالي في عواصم دول كثيرة من أفريقيا حتى اليابان وما بينهما».
وتابع: «من هنا انطلق جعفر معاوية إلى أرجاء العالم، حيث توزّع المواطنون اللبنانيون في أفريقيا وأوروبا وآسيا، في دول العالم الثالث والدول المتطوّرة، طلباً للرزق والعيش بأمان، والعمل في سبيل مستقبل افتقدوه في الوطن الأم. ويشهد العارفون به حيثما كانت سفارته، أنه كان لهؤلاء الأب والجسر الباني لمسار علاقاتهم الطبيعية بالدولة اللبنانية في كل ما كانوا يحتاجون إليه، كما كان الباني المحافظ على أفضل العلاقات الدبلوماسيّة بين لبنان والدول التي انتدب إليها سفيراً».
وأردف: «في ابتعاد قليل عن المناسبة أودّ الإشارة الى هذا الحضور اللبناني المشعّ في العالم أجمع، أما كان ينبغي له أن يكون كذلك في الوطن، صحيح أنهم يذهبون في البدايات طلباً لفرص عمل غير متوافرةٍ في الوطن، لكنهم في معظم الأحيان لا يعودون، حتى ولو أَثروا، إلا سياحاً في مواسم، لأن الأزمات اللبنانية تتناسل وتتناسخ، فيما تعجز الأجيال المتعاقبة عن حلها حتى في أبسط الأمور وأصعب الاستحقاقات. هذا الواقع يوجب على جميع المسؤولين أن يعملوا على بناءِ نظام قانوني متطوّر يتناول مناحي الحياة المختلفة من أدنى المعيشة حتى أعلى الاقتصاد وما بينهما من ميادين، كي لا يشعر المغتربون إذا عادوا أنهم غرباء في وطنهم، المطلوب انتظام الحياة الدستورية، عبر انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تطلق مشاريع البناء المنشود”.
وختم: “يبقى أن نطلب من السفير جعفر معاوية، كتابة تجربته الوطنية بما فيها من أحداث ووقائع، وإخراجها في كتاب يكون مرجعاً ثقافياً في متناول الناس أجمعين. ذلك أنه، في العواصم التي نزل، والسفارات التي أسس وأكمل، كان شاهداً على مجريات واتصالات تتعلق بمصائر المواطنين المنتشرين في المغارب والمشارق، وبتاريخ البلد وواقعه، وما يدور حوله من مفاوضات واجتماعات ولقاءات، فذلك يمنحنا فرصة قراءةٍ فضلى ليومنا وغدنا”.
النائب الحاج حسن
ورأى النائب حسين الحاج حسن أن «تكريم السفير معاوية هو تكريم لمسيرته الطويلة من التعليم إلى الدبلوماسية الى المشارك والمؤسس في النشاط الثقافي والإنمائي».
وقال: «في شهر أيار نستذكر مناسبتين حزينتين وسيئتين، نكبة فلسطين في 15 أيار، واتفاق 17 أيار المشؤوم الذي أسقطه المقاومون عام 1984 بعدما وقعه المتخاذلون، ومنذ ذلك التاريخ لبنان عنوانه المقاومة ودحر الاحتلال، وعنوانه العزة والكرامة، وسيبقى لبنان عصياً على المؤامرات، وعصياً على التطبيع وعلى التوطين وعلى دمج النازحين، وعصياً على الحصار وعلى العقوبات، وعصياً على كل المؤامرات.
أما بالنسبة إلى نكبة فلسطين بعد أكثر من 70 عاماً، العدو دخل مرحلة النكبة وهو في أزمة وجودية،(…) و»إسرائيل» اليوم التي حاولوا أن يجعلوها كياناً دائماً، لم تخرج من كونها كياناً مؤقتاً وآيلاً إلى الزوال، وهذا بفضل شعب فلسطيني مقاوم، تقول عنه صحيفة هآرتز قبل أيام إنه أعظم شعوب العالم دفاعاً عن أرضه، وبفضل محور المقاومة الذي هزم «إسرائيل» وأميركا في أكثر من حرب. أن المستقبل للمقاومة ومحور المقاومة في هذه المنطقة، ولكل المنتمين إلى المقاومة فكراً وثقافة وعملاً في كل الميادين، وأهمها في ميدان القتال».
وختم: قائلاً: نحن في حركة أمل وحزب الله أعلنا تاييدنا لمرشح طبيعيّ هو الوزير سليمان فرنجية، وهم يعلنون رفضهم لهذا الترشيح، ولا يعلنون عن اسم مرشحهم، ويرفضون الحوار بعد كل التطوّرات التي حصلت في المنطقة، هؤلاء يتحمّلون مسؤولية إطالة أمد الفراغ والأزمة برفضهم للحوار والتلاقي بين اللبنانيين».
النائب زعيتر
وفي كلمة له، اعتبر النائب غازي زعيتر أن «اتفاق الذل والعار الذي وقع في 17 أيار 1983 أسقطناه في السادس من شباط 1984، وأعدنا لبنان إلى أن يلعب دوره الريادي في حمل شعلة مقاومة المحتل ودحر العدو الصهيوني في 25 أيار عام 2000».
وقال: «جعفر معاوية ليس اسماً لشخص بل هو تاريخ لمسيرة كل أولئك الناجحين من أبناء هذا السهل اللبناني العربي المقاوم».
وأردف مخاطباً المكرّم: «أنت لست سفيراً وعاملا في السلك الدبلوماسي وحسب، بل أنت نحن؛ عنوان لأبناء الفقراء وأبناء الأطراف التي بقيت على هامش النص الرسمي، اقتحمت كأترابك ما ظنّوه مقفلاً ومسجلاً لأبناء الذوات والبكوات؛ أنت واحد من طليعة وضعت هذا البقاع العزيز في قلب المشهد والقرار الوطني، وأعلنت أنه لا خروج من سجن الحرمان إلا بسلاح العلم والمعرفة، فنشأت مُجدّا وعاملاً وساهراً ومحصلاً، لتكون رسولاً للبنان في أربع رياح الارض».
وختم مؤكداً، أن قيمنا الاجتماعية ضمانة رسالة لبنان الواحد الموحّد، كما أراده الإمام القائد السيد موسى الصدر، ليبقى لبنان حلم جعفر معاوية، لبنان المتمرّد على أغلال الطائفية والتمييز بين أبنائه ومناطقه، لبنان رجال الدولة الذين يصنعون التاريخ والمستقبل بإرادتهم لا بإملاءات الخارج، لبنان رجال الدولة الوطنيين، وليس مسترزقي ومتسوّلي العمل السياسي الذين لا يعنيهم من الوطن سوى مصالحهم وامتيازاتهم».
أبو أسبر
وأشار مصطفى أبو إسبر رئيس جمعية «النشء الجديد الخيرية» إلى أن «الثقافة تلعب دوراً جوهرياً في بناء الإنسان وتطوير المجتمع وتقدّمه، وبلورة الوعي الإنساني، خصوصاً الثقافة ذات الطابع والمضمون الديمقراطي الحضاري الموجّه، تلك التي تعزّز الشعور في الحياة الاجتماعية والسياسية، وتسهم في تغيير نمط التفكير من البدائية إلى رحاب الحضارة والرقي والإبداع في مجال الكلمة وكل أنواع الفنون».
… ودرع تقديريّة
واختتم حفل التكريم بتقديم منفذ عام بعلبك في «القومي» عباس حمية ومدير مديرية بعلبك فادي ياغي درعاً تقديرية للسفير معاوية.