«لوبيتو» عمل يحفز على مواجهة ثقافة الاستهلاك
عبير حمدان
مساحة من الإيجابية ودعوة إلى التمسك بالأمل والفرح والمثابرة للحفاظ على ما يختزنه المجتمع من القيّم يقدّمها العمل السينمائي «لوبيتو» للأطفال والكبار على حد سواء.
يقدّم الفيلم صورة محببة وقريبة لمخيلة الطفل الباحث عن الحلول حين تحاصره السلبية التي لا يختارها طوعاً، بحيث تصبح الشخوص المحيطة به عالمه الخاص الذي يجهد لحمايته والحفاظ على تماسكه.
في العرض الافتتاحي للفيلم كانت واضحة كيفية تلقف الأطفال مضمون الحكاية والحوار وحماسهم لمعرفة الحل الذي يعيد الأمور إلى طبيعتها وتفاعلهم مع «علي» الطفل البطل الذي لم يتقبل إقفال ورشة والده لثقته بأن هناك من عمد إلى العبث بها وتشويه الهدف من إنشائها.
الرسالة التي يتناولها العمل فيها مزيج من الوعي والعمق ومع إضافة لمسة إبهار مدروسة تحوّل الخيال إلى فعل إيمان بأننا قادرون على تحسين واقعنا وعدم إطلاق الأحكام المسبقة على ما نراه ظاهرياً انطلاقاً من وجوب التركيز على الجوهر بالدرجة الأولى.
وبعيداً عن فعل المقارنة بين «لوبيتو» كعمل يفتح الباب للمزيد من الإنتاجات السينمائية الهادفة والتربوية وبين إنتاجات غربية تتضمن في جزء منها رسائل قد تتعارض مع القيم التربوية وخصوصية المجتمع إلا أنها قادرة على اجتياح العقول بفعل مؤثرات وجماليات التصوير والإضاءة، يمكن القول إن الخطوة التي قام بها مركز ميم بالتعاون مع جمعية رسالات بتقديم هذا الفيلم للمنتج الإيراني محمد حسين صادقي والمخرج عباس عسكري موقفة، ومن الضروري أن يليها المزيد من الخطوات لتحفيز الأجيال القادمة على مواجهة ثقافة الاستهلاك عبر العمل الجماعي القادر على النهوض بالاقتصاد، أضف إلى ذلك يُحسب لصنّاع العمل الإضاءة على فكرة الابتعاد عن معالجة الأمراض بالعقاقير والمسكنات فقط دون أي جهد لمعرفة سبب المرض والتعامل مع مَن يعاني منه بإنسانية قبل أي شيء آخر.
يذكر أن عرض فيلم «لوبيتو» مستمر للأسبوع الرابع على التوالي في كافة المناطق اللبنانية ويشهد إقبالاً كبيراً.