الحملة الأهلية اجتمعت في روضة الشهيدين بمناسبة عيد المقاومة والتحرير
مهدي: دماء الشهداء الزكية دليلنا على طريق الانتصار الكبير
في أجواء العيد الثالث والعشرين لتحرير الجزء الأكبر من الأراضي اللبنانية، عقدت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعها الأسبوعي في قاعة روضة الشهيدين في الغبيري في الضاحية الجنوبية بحضور منسق عام الحملة معن بشور والأعضاء، وبدأ الاجتماع بتلاوة الفاتحة على أرواح شهداء المقاومة، قادة مجاهدين، الذين شقوا بدمائهم درب التحرير والمقاومة في لبنان والأمة كلها.
وألقى كلمة الحزب السوري القومي الإجتماعي ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي الذي قال:
أن تعقد الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعها الدوري، بين أضرحة الشهداء، إنما هو نوع من الوفاء للدماء الزكية التي سقت أرض هذه الأمة، فأنبتت نصراً وتحريراً في 25 أيار 2000، وهو فال خير لفلسطين، إذ أنّ الدماء الطاهرة التي تروي أرضنا المحتلة، هي دليل على قرب تحقيق الانتصار الجديد والكبير.
أن نجتمع بين أضرحة الشهداء، فهذا يثبّت قاعدة أساسية ترسّخت على مدى سنوات الصراع المستمرّ ضدّ كيان عصابات الاحتلال منذ نشوئه ومفادها «أننا أمة تحب الحياة لأنها تحب الحرية، وتحب الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة»، حياة لكلّ الأمة وأبنائها.
فشأن طبيعي أن يفتدي جزء منا شعبنا كله. فنحن نسعى للشهادة علّنا نكون سبباً من أسباب النصر والتحرير.
وبعد الكلمات والمداولات صدر عن المجتمعين البيان التالي :
انّ اختيار الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة لروضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية مقراً لاجتماعها، في 25 أيار، له أكثر من رسالة أوّلها التحية لأبطالنا المقاومين من كافة الأحزاب والقوى الوطنية والفصائل الفلسطينية ممن استشهد قبل حرب 1982 وخلالها وبعدها في مواجهة العدو الإسرائيلي وساهم في طرده من العاصمة بيروت ثم من ساحل الشوف وصيدا وجبل عامل والعرقوب والبقاع الغربي وفتح للبنان وفلسطين والأمة عصر الانتصارات الذي عشنا آخر تجلياته قبل أسابيع في معركة «ثأر الاحرار» و»حرب الأيام الخمسة» في فلسطين حيث أبلى مقاتلو الجهاد الإسلامي وكافة الفصائل وعموم الشعب الفلسطيني البلاء الحسن. وحيث برزت وحدة فلسطينية أكدت أنّ الفلسطينيين لا يرضون استفراد أيّ فصيل.
وحيّا المجتمعون كلّ من ساهم في تحرير أرضنا المحتلة في 25 أيار عام 2000 من مقاومين ومناضلين وقادة وكلّ القوى الشعبية والصديقة التي دعمت المقاومة في لبنان وفي المقدمة سورية ورئيسها الراحل حافظ الأسد وإيران.
ورأى المجتمعون في المناورة ذات الطابع الاستراتيجي التي قام بها مقاتلو حزب الله وفرقة الرضوان، والتي لم تظهر فيها المقاومة إلا جزءاً ضئيلاً من قوتها، رسالة هامة للعدو تستكمل رسائل سابقة لها حول تنامي قوة المقاومة وثبات معادلة الردع.
كما توقف المجتمعون أيضاً أمام الرسالة التي وجهها رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين الى الداخل اللبناني هو انّ هذه المناورة موجهة للعدو الصهيوني وان لا أعداء للحزب في لبنان بما يؤكد انّ المقاوم تميّز بين عدو الوطن والأمة وبين أبناء الوطن مهما اشتدّت الخصومات السياسية.
وشدّد المجتمعون على أنّ انتصار 25 أيار 2000 هو انتصار أخلاقي بالإضافة الى الانتصار العسكري والسياسي لا سيما في الطريقة التي تعامل فيها رجال المقاومة الأبطال مع العديد من عملاء المحتلّ في الشريط الحدودي حيث تركوا للقانون محاسبتهم ولم تحصل «ضربة كفّ» في المناطق المحررة .
واعتبر المجتمعون أنّ ما تعرّض له لبنان من أزمات بعد التحرير عام 2000، وبعد انتصاره في حرب تموز، والحرب العالمية التي شهدتها سورية خلال العشرية الدامية الأخيرة، رداً أميركياً صهيونياً على انتصار لبنان ووقفة سورية إلى جانبه، كما وقف المقاومون اللبنانيون إلى جانب سورية في مواجهة المؤامرة الكونية المستمرة عليها منذ 12 عاماً .
ودعا المجتمعون النظام الرسمي العربي الى أن يكون شديد الحذر من محاولات التخريب الأميركية والصهيونية التي رأينا فصلاً منها في محاولة واشنطن منع استعادة سورية لمقعدها الطبيعي في جامعة الدول العربية أو في حرب الأيام الستة في فلسطين، أو السعي لفرض قانون جديد لمعاقبة كلّ من يعيد علاقاته مع سورية.
وأكد المجتمعون أنّ الطريق الأقصر لإفشال هذه المحاولات جميعاً يكمن في الاعتماد على الجماهير العربية وحركتها الشعبية، وفي دعم حملات كسر الحصار على سورية والمستمرة ما دام الحصار والعدوان والاحتلال مستمرين في قلب العروبة النابض وفي حصن المقاومة المنيع.