الفنان محمد جمال «حمّل سلامه لزهر الربيع» دون ضجيج صاحب أغنية «سورية يا حبيبتي» الذي غنى الوطن والفرح والحب
} عبير حمدان
طوى زهر الربيع سلامه الأخير حيث غيّب الموت الفنان اللبناني محمد جمال في القارة الأميركية وهو الذي غنى للوطن والفرح والحب في مرحلة الزمن الجميل حين لم يكن هناك وجود «للفلتر» سواء لجهة الصورة أو الصوت.
جمال الذي كان يقول إن «الدنيا حب» حفظنا أغنياته ولم نزل نردّدها في وجه الانحدار القائم في رصف الكلام الذي يسمونه اليوم «فناً» بما يحتوي من اختراع الالقاب بين «صف أول» و»صف ثان» و»جماهيرية» وفق سرعة العصر التي تعمّم للنشاز بكبسة زر.
غنى للبلاد التي أحبها رغم الهجرة القسرية لاحقاً عنها بسبب الحرب، فكانت أغنية «سورية يا حبيبتي» التي غناها إلى جانب محمد سلمان ونجاح سلام أبان حرب تشرين التحريرية والتي ترسّخت في الذاكرة والوجدان كنشيد لا يغيب، وكذلك غنى لفلسطين «يا قدس» و»أنا العربي»، ولوطنه لبنان أغنية «يا أخضر وبتبقى أخضر».
وطنه الذي لم يعد أخضر احترف الحزن ربما لأن الكبار يرحلون دون ضجيج في عتمة الزمن والغربة القسرية بحيث لا يسمعوننا نهديهم أمنية على هيئة أغنية «بدي شوفك كل يوم».
هو من الأصوات التي ألفها الصباح بأغنية «يسعد لي صباحه» وتمايل معها زهر الربيع على إيقاع «حملتك سلامي يا زهر الربيع» ومن تبقى من الأصحاب يذكره جيداً ولو أن الإضاءة على مسيرته الفنية أتى خجولاً في ما عدا بعض وسائل الإعلام التي لديها جزء من مخزون الذاكرة الفنية الأصيلة.
جمال الذي ولد عام 1934 في مدينة طرابلس بدأ شغفه بالموسيقى منذ الصغر فتعلم العزف على آلة العود على يد والده، وغنى الأناشيد الوطنية وأغاني كبار المطربين في حفلات مدرسته، وانطلق في مشواره الفني عام 1954 من بيروت عبر أثير الإذاعة اللبنانية، حيث افتتح مسيرته بلحنين هما «قالولي أهل الهوى» و»أسمر يا شاغل بالي».
لاحقا أنتقل الى القاهرة (عام 1956) وشارك في اعمال سينمائية الى جانب ليلى فوزي وكمال الشناوي، ورشدي أباظة وسعاد حسني وتوفيق الدقن.
وتعاون جمال مع العديد من الشعراء الكبار فكان أبرز مؤلفي أغانيه الشاعر ميشال طعمة، شفيق المغربي وعبد الجليل وهبة ونزار الحر.
وقام بتلحين العديد من الأغاني لفنانات كبار مثل صباح ونجاح سلام والمطرب السوري مروان حسام الدين.
في سبعينيات الفن قدّم الراحل الكثير من الأغنيات وابرزها «آه يا أم حمادة» و»بدي شوفك كل يوم»، «قسم شرقي بلدي»،»حملتك سلامي»، «قلبك شب» وأغنية «ما عندي مال أعطيك».
كما شارك في العديد من الأفلام السورية ـ اللبنانية المشتركة وفي الثمانينات قدم أغانٍي جديدة نذكر منها «كنا أنا وأنت نتمشى عالطرقات».
هاجر محمد جمال أواخر عام 1981 إلى الولايات المتحدة الأميركية، وفي عام 1984 عاد منها وقام بنشاط فني ملحوظ بين عامي 1984 و1986حيث قدّم عام 1985 أغاني جديدة منها «عالشوق بعتلك»، «زينه الملامح»، «هلا لا لا ليا» وغيرها الكثير.
وأضاف جمال رصيداً مهماً إلى الأغنية الشعبية السورية واللبنانية وتميّز بتجاربه الناجحة في التوليف بين الغناء العربي وألوان الفولكلور اليوناني والتركي والإسباني وغيره، وهو من أوائل الذين أدخلوا إيقاع «الدرامز» إلى الأغنية.
كما قدّم جمال عدة أغنيات للأطفال منها أغنية «هي هي بابا»، كذلك قام بتلحين بعض أغنيات برنامج «افتح يا سمسم» الشهير.