نصر الله للعدوّ: أيّ حرب كبرى ستشمل كلّ الحدود وستضيق مساحاتها وميادينها بمئات آلاف المقاتلين ـ على حاكم «المركزي» إمّا التنحّي بنفسه أو تحمُّل القضاء مسؤوليّته ـ 25 أيّار تاريخ الخيارات الصحيحة والمعركة مع الاحتلال الصهيوني لم تنته
اعتبر الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله أنّ «من يفترض أنّ المعركة مع الاحتلال الصهيوني قد انتهت، هو مشتبَه لأنّ العدوّ يوميّاً يُحاول الاعتداء على أرضنا» وردّ على تهديدات رئيس وزراء العدوّ بنيامين نتنياهو مؤكّداً أنّ «أيّ حرب كبرى ستشمل كلّ الحدود وستضيق مساحاتها وميادينها بمئات آلاف المقاتلين».
مواقف السيّد نصرالله جاءت في كلمة له بمناسبة عيد المقاومة والتحرير في 25 أيار، قال فيها «أُبارك لكم جميعاً هذه الذكرى الجميلة والعزيزة على قلوبنا جميعاً، عيد المقاومة والتحرير، والشكر دائماً وأبداً لله أولاً ولكل الذين صنعوا وساهموا في تحقيق هذا النصر ثانياً، كما الشكر للناس الذين صمدوا في الشريط الحدودي، ولكلّ الناس الذين حضنوا هذه المقاومة وقدموا فلذات أكبادهم». كذلك توجّه السيّد نصر الله بـ»الشكر لكلّ من ساهم في النصر من مضحّين وفي مقدّمهم الشهداء والجرحى والأسرى المحررون والمجاهدون وعائلاتهم جميعاً، كذلك للدولتين اللتين دعمتا المقاومة أعني الجمهورية الإسلامية الإيرانيّة والجمهوريّة العربيّة السوريّة، والشكر للجيش اللبناني والقوى الأمنيّة وللفصائل الفلسطينيّة ولكلّ الرؤساء والقوى السياسيّة وكلّ من دعم مقاومتنا».
وأوضح أنّ «هذا الانتصار لم يأتِ بالمجان إنّما جاء حصيلة سنوات طويلة من الصّبر والتحمّل والتّهجير، والأثمان التي قُدِّمت في هذا السبيل كانت كبيرة وعظيمة، ومن الضروري إحياء مناسبة 25 أيار، لأنّها تجربة عظيمة يجب تعريف أجيالنا عليها، فهناك من يسعى إلى التفريط بالانتصار الذي تحقّق، وعلينا منع ذلك».
ولفت إلى أنّ «ما يحصل داخل الكيان له تأثير مباشر على أمن وسلامة لبنان، فصراعنا يمتدّ بين 17 أيّار الذي يعني الخيارات الخاطئة و15 أيّار أي يوم النكبة إلى 25 أيّار تاريخ الخيارات الصحيحة»، مضيفاً «اليوم لا «إسرائيل كبرى» من النيل إلى الفرات ولا «إسرائيل عظمى» هذه انتهت بـ2006 مع لبنان و 2008 مع غزّة، «إسرائيل» باتت اليوم تختبئ خلف الجدران والنيران، وباتت تعجز عن فرض شروطها في أيّ مفاوضات مع الشعب الفلسطيني»، مؤكّداً أنّه «ليس من مصلحة «إسرائيل» عالم متعدّد الأقطاب، بل من مصلحتها عالم أحادي تتزعمه أميركا».
وأشار إلى أنّ «رهانات ما يُسمّى «الربيع العربي» سقطت للوصول إلى تسويات مذلّة مع «إسرائيل»، وأيضاً سقطت معها صفقة القرن. بالمقابل لم تعد هناك هيمنة أميركيّة على العالم، وباتت الأمور تتجه نحو عالم متعدّد الأقطاب، وهو ما يُقلق إسرائيل».
وأوضح أنّ «من جملة أهداف الحرب الكونيّة على سورية، كان إخراجها من محور المقاومة، لكنّها صمدت بموقعها المقاوم وانتصرت»، لاقتاً إلى «أنّ مواقف الرئيس الإيراني خلال زيارته لسورية، بعد 12 سنة من الحرب الكونيّة عليها تؤكّد تماسك محور المقاومة».
وتابع «الانقسام الداخلي الذي تشهده «إسرائيل» اليوم يُقابله تماسك وثبات في محور المقاومة، وعُمدة المقاومة هي أولاً الإنسان المؤمن بقضيته وحقّه، والذي يمتلك الجرأة والشجاعة»، معتبراً أنّ «القدرة البشريّة الممتازة في محور المقاومة يقابلها تراجُع القوة البشريّة الإسرائيليّة وهروب الإسرائيليين من القتال».
وردّاً على تهديدات نتنياهو، قال السيّد نصر الله «لستم أنتم من تُهدِّدون بالحرب الكبرى، وإنّما نحن الذين نُهدّدكم بها، وأيّ حربٍ كبرى ستشمل كلّ الحدود، وستضيق مساحاتها وميادينها بمئات آلاف المقاتلين، ولدينا تفوّق هائل في البُعد البشري». مضيفاً أنّ «جبهة العدّو الداخليّة ضعيفة وواهنة، تُعاني من قلق وجودي، مقابل جبهة المقاومة الممتلئة بالثقة وروح الأمل أكثر من أيّ وقت مضى بتحرير فلسطين والصلاة في المسجد الأقصى».
وكشف السيّد نصر الله عن جملة من التطورات، من بينها «فشل العدوّ الإسرائيلي وإلى جانبه الأميركي في إيجاد تحوُّل في ثقافة شعوب هذه المنطقة خصوصاً في موضوع التطبيع مع العدوّ» وتابع «من مجمل التحوُّلات أيضاً فقدان القيادات المؤثِّرة في كيان العدوّ في مقابل الثقة العارمة بمحور المقاومة وقادته، ومن التحولُّات أيضاً «تطور القدرات المادّية والعسكريّة في قوى المقاومة كمّاً ونوعاً، وهي في تطور دائم، ومثال على ذلك ما نمتلكه في لبنان، وكيان الاحتلال أدرك أن الأنظمة العربيّة عاجزة عن فرض التطبيع على شعوبها». وأضاف»الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة ضعيفة وواهنة. والإسرائيليّون مستعدّون للهروب ويسعون إليه، وهذا من التحوُّلات المهمّة».
وأكّد أنّ «الأميركي والإسرائيلي يُقارب معاركه بطريقة خاطئة عندما يُصنِّف حركة أو حزب في محور المقاومة بأنّه تابع أو مرتزقة، وأهمّ نقطة قوّة هي أنّ قوى المقاومة في فلسطين «أصلاء» لأنّ الشعب الفلسطيني هو صاحب الحقّ والأرض والقضيّة، ورغم أن إيران تدعم الفلسطينيين لكنّهم هم أصحاب القرار والحقّ، والذين يقاومون هم أصحاب الأرض الأصليّون».
ورأى أنّ «التحوُّل الآخر الذي يعيشه الكيان الصهيوني الآن هو في مسألة الردع، فمعركة غزّة جاءت لترميم مسألة الردع، لكن ما حصل هو أنّ «إسرائيل» فشلت في هذه المهمّة، بل على العكس أصبحت أكثر خوفاً، وتنامي قوّة الردع لدى المقاومة في مقابل تآكل قوة الردع الإسرائيليّة هو ما أظهرته عمليّة «ثأر الأحرار» في غزّة». مؤكّداً أنّ «الإسرائيليين فشلوا في تعزيز قوّة الردع لديهم، وأدركوا أنهم سيدفعون ثمن كلّ اعتداء، والتهديدات الإسرائيليّة الأخيرة تأتي بعد فشل الاحتلال في مواجهة عمليّة «ثأر الأحرار»، كما أنّ الإسرائيليين تراجعوا عن تهديداتهم الأخيرة بسبب الهلع في المستوطنات وبعد مناورة حزب الله الأخيرة، كما تراجعوا كذلك عن تهديداتهم بسبب تراجع السياحة وانهيار عملة الشيكل لديهم مقابل الدولار».
وقال السيّد نصر الله «على العدوّ أن يخاف، وأن ينتبه، وألاّ يُخطئ في التقدير، وألاّ يرتكب أيّ خطأ في أيّ بلد قد يؤدّي إلى الحرب الكبرى، فالحرب الكبرى في المنطقة ستؤدّي بكيان الاحتلال إلى الهاوية وإلى الزوال».
ولبنانيّاً أكّد السيّد نصر الله أنّ «معادلة الجيش والشعب والمقاومة حمت لبنان، وأنّ الأمن والأمان، شرطان أساسيّان لأيّ معالجة اقتصاديّة وسياسيّة، فمعادلة الجيش والشعب والمقاومة مظلّة حماية حقيقيّة يجب عدم التفريط بها، ويجب إخراجها من «الجدل البيزنطي»، والمعادلات الإقليميّة في المنطقة تدعو إلى التفاؤل».
وعن قضيّة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قال السّيد نصر الله «إمّا أن يتنحّى بنفسه، أو أن يتحمّل القضاء مسؤوليّته، لأن حكومة تصريف الأعمال لا تملك صلاحيّة عزله»، لافتاً إلى إمكان حلّ قضيّة النازحين السوريين «عبر قرار بإرسال وفد حكومي لبناني إلى سورية وإجراء محادثات حول المسألة».
وختم السيّد نصرالله بالتهنئة بالعيد، مجدِّداً التأكيد أنّ «إسرائيل» سقطت وإلى مزيد من السقوط.