دبوس
الحرب الكبرى
إخدعوا أنفسكم كيف تشاؤون، ارفعوا وتيرة التنطّح اللفظي، إرضاءً لشهوات جمهوركم المريضة كما تحبون، تظاهروا بالاقتدار وسيقانكم ترتجف من شدة الذعر وخوفاً من سوء العاقبة كما ترغبون، ولكن اعلموا وتيقّنوا انّ ايّ خطأ في الحساب قد يقذف المنطقة برمّتها الى أتون حرب كبرى، ساعتئذٍ، لا تلوموا إلا أنفسكم، وفي واقع الحال لن يكون هنالك من وقت للملامة، فلات ساعة مندم، وسيُهرع بكم الى منطقة الزوال…
هذا هو التهديد المفعَم بالقوة والمدجّج بالثقة والمتوّج بالانتصار، أطلقه سيد المقاومة، وصانع النصر تلو النصر، وباعث الهمّة، وجامع الأمة، ورافع الغمّة، ومبدّد أوهام الارذال، وصانع إمكان المحال، بكلمات موزونة، وبوتيرة موسومة، أطاح بجدلية الطارئين، بأنهم لا يملكون زمام البدء بالمعركة الكبرى، وقال لهم بلهجة لا تقبل الالتباس، وبنبرة شديدة المراس، أين تذهبون أيها الواهمون، الحرب الكبرى نحن من يستحوذ على قرارها، وفي أيدينا مفتاح الانطلاق بها، وأنتم دوركم محصور في ان تمارسوا حماقتكم حتى تقترفوا الحماقة الكبرى، والتي لا مانع بعدها ولا رادع، وستنطلق الطلائع، وستفتح أفواه المدافع، وسيندفع جند الله للإمساك بالمواقع…
الحرب الكبرى قالها، سيد المقاومة، نمسك نحن بزمام بدئها، وزمام نهايتها، نحن من يشعلها حينما نستشعر بأنها قد أزف موعدها، ونحن من نقفل صفحتها مع الزوال الحتمي لهذا الكيان المارق، أنتم لا طاقة لكم ولا ناقة في هذا المنحى، لأنه منحىً سيقفل صفحة وجودكم البائس، وسينهي تلك الغفلة الشائنة في مسار التاريخ، وسيعيد ناصية الحق الى موطئها، وسيولج مفاتيح العودة الى أغمادها في أبواب الانتظار الطويل، وسيزحف جرذان وأفاعي الخطيئة على بطونهم في بهيم الليل عائدين من حيث أتوا الى أرض الرذيلة والتوحش والظلام.
سميح التايه