نقابيات تونس… رائدات الثورة والنضال المنسيات في مواقع القيادة والقرار
مفيدة اليزيدي*
شرسات في الدفاع عن الحقوق، حاضرات في النضال الميداني في سبيل إسقاط أعتى الدكتاتوريات، غائبات عن مواقع القرار.
النساء النقابيات نضال مستمرّ ضدّ الهيمنة الذكورية على مراكز صنع القرار.
العديد من الرائدات في الحركة النقابية تقلّدن مناصب قيادية وأثبتن شراستهن وجدارتهن في الدفاع عن منظماتهن، ورغم أنّ مواقع القرار لم تكن من حظ النقابيات، مقارنة بالنقابيين الرجال إلا أنهن لم ينقطعن يوماً عن النضال المستمرّ ولم يتركن الساحة النقابية والسياسية من دون أثر.
تصدّرت النساء التونسيات النقابيات جميع المعارك الحاسمة في تونس، بدءاً من أول انتخابات تشريعية سنة 1959 وصولاً إلى الدفاع عن مبدأ التناصف في القانون الانتخابي لسنة 2011. لكن صدارتهن لم تتجاوز النضال الميداني ولم تصل إلا سيدة أو سيدتان إلى عضوية المكاتب التنفيذية للمنظمات النقابية.
مما لا شك فيه أنّ تونس دولة تقدّمية في مجال حقوق المرأة في العالم العربي والإسلامي، وقد جاء دستور 2014 ليثمّن ذلك في المادة 21 ويؤكد على مبدأ المساواة بين المواطنين أمام القانون من دون أيّ تمييز .
كما تضمّنت المادة 34 من الدستور تمثيل المرأة في الجمعيات المنتخبة، وتضمن العديد من الفصول التي تضمن حقوق المرأة في العمل والحفاظ على حقوقها المكتسبة ودعمها وضمان وصول الرجال والنساء إلى مختلف المسؤوليات وفي جميع المجالات لإرساء مبدأ المساواة.
السؤال: هل هذا القانون كافٍ لضمان تواجد المرأة في مراكز القيادة؟
لا يمكن أن نطمس دور المرأة في جميع الخطط والأعمال، ومنها أشغال الحظيرة والفلاحة والأعمال الشاقة أيضاً، ولا يمكن إقصاءها عن مراكز القيادة والدفاع عن حقوق المرأة والتعبير عن كفاحهن.
لكن مع الأسف، فإنه ومن خلال متابعة العديد المؤتمرات النقابية، نجد أنّ المرأة تستعمل كوسيلة إشهارية وليس ككائن له قدرة الفعل والمشاركة في صنع القرار وهذا ما يتنافى مع التكوين النقابي، بالعودة إلى الظلامية المقيتة التي لا تشبه تونس في كلّ تجلياتها.
من المؤسف أيضاَ، أنّ إقصاء المرأة النقابية المناضلة يُدار وراء أبواب مغلقة وفي الغرف المظلمة لإقصائها عن الفوز في الانتخابات بتزييف النتائج لحرمانها من مراكز القيادة وهذا ما شهدتُه أخيراً في مؤتمر اتحاد عمال تونس.
وفي الختام، أطالب كلّ القادة العرب وكلّ المشاركين في مؤتمركم بالوقوف بجانب المرأة النقابية العربية وبإعطائها حقوقها التي سنّها القانون والتشريع.
ومن هذا المنبر، أناشد كلّ امرأة نقابية عربية أن تناضل وتثبت مكانتها القيادية عن جدارة.
وأتمنى كلّ التوفيق والنجاح لأعمال هذه القمة العربية المميّزة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مناضلة نقابية تونسية
(وثيقة قُدِّمت لمؤتمر العمل العربي المنعقد في القاهرة 22/05/2023)